كتاب العلمانية والمذهب المالكي

ما يعاكسها. وهذا ما سهل بغير شك تفكيك عرى الكتلة العربية، وبالتالي القضاء على الإسلام في إفريقيا الشمالية لفائدة حضارتنا وجنسنا (¬1).
وعملا على تكريس هذه السياسة كان عدد مراكز التبشير فقط سنة 1933 حوالي 138 مركزا يؤطرها حوالي 300 من أتباع الكنيسة تحت إشراف الأسقفية الكاثوليكية بالرباط التي ألزمت الإذاعة في المغرب بإذاعة القداس كل يوم أحد من الكنيسة الكبرى التي شيدت بأعلى ربوة في الرباط وبأموال أوقاف المسلمين، كما يقول المؤرخ عبد الكريم الفيلالي (¬2).
وزاد الأستاذ المناضل الوطني الحسن بن عياد فأكد أن كنيسة الرباط الموجودة حاليا بقلب المدينة هي في أرض للأوقاف، هي في الأصل ساحة من ساحات جامع حسان الأثري، وفُرض على الحكومة المغربية المساعدة في بنائها (¬3).
كانت تخصص لمؤسسات التبشير بالمغرب ميزانية 4 ملايين فرنك تجبر الأوقاف الإسلامية المغربية على بذل إعانات سنوية لها. وهي تفرض إقامة المؤسسات التبشيرية بالمدن في أملاك الأوقاف الخاصة (¬4).
واستدعي من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا آلاف المبشرين للقيام بهذه المهمة (¬5).
¬_________
(¬1) التاريخ السياسي (8/ 323).
(¬2) نفس المرجع (8/ 323).
(¬3) الحركة الوطنية (440) وأكد هذا ص 480 منه.
(¬4) الحركة الوطنية (438).
(¬5) نفس المرجع (441 - 483).

الصفحة 124