كتاب الأمثال السائرة من شعر المتنبي

وقال أيضاً:
ودهرٌ ناسُهُ ناسٌ صِغارٌ ... وإن كانت لهم جُثث ضِخامُ
وما أنا منهم بالعيش فيهم ... ولكن معدنُ الذهب الرغامُ
خليلُك أنتَ، لا مَنْ قُلتَ خِلّي ... وإن كثر التجمُّل والكلامُ
ولو حيز الحفاظُ بغير عقل ... تجنًّب عنق صيقله الحُسامُ
وشبَهُ الشيء منجذبٌ إليه ... وأشبهنا بدنيانا الطغامُ
ولو لم يرْعَ ألاَّ مستحقٌّ ... لرتبته أسامَهُمُ المسامُ
ولو لم يعلُ إلا ذو محلٍّ ... تعالى الجيش وانحطَّ القتامُ
ومًنْ خبر الغواني فالغواني ... ضياءٌ في بواطنه ظلامُ
وما كلٌّ بمعذورٍ ببخلٍ ... ولا كلٌّ على بُخلٍ يلامُ
تلذ له المروءة وهي تؤذي ... ومن يعشقْ يلذّ له الغرامُ

الصفحة 26