كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
مُضَارِع مَعْلُوم مِنْ بَاب التَّفْعِيل ، أَيْ أَيّ شَيْء يُنَجِّس الْمَاء ، فَعُلِمَ مِنْ الْحَدِيث أَنَّ كَوْن الْمَاء أَقَلَّ مِنْ الْقُلَّتَيْنِ يُنَجِّسهُ بِوُقُوعِ النَّجَاسَة فِيهِ .
58 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ الْمَاء وَمَا يَنُوبهُ )
: هُوَ بِالنُّونِ ، أَيْ يَرِد عَلَيْهِ نَوْبَة بَعْد نَوْبَة ، وَحَاصِله أَيْ مَا حَال الْمَاء الَّذِي تَنُوبهُ الدَّوَابّ وَالسِّبَاع ، أَيْ يَشْرَب مِنْهَا وَيَبُول وَيُلْقِي الرَّوْث فِيهَا
( قُلَّتَيْنِ )
: الْقُلَّة بِضَمِّ الْقَاف وَتَشْدِيد اللَّام بِمَعْنَى الْجَرَّة الْعَظِيمَة .
رَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ فِي سُنَنه بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ عَاصِم بْن الْمُنْذِر أَنَّهُ قَالَ : الْقِلَال هِيَ الْخَوَابِي الْعِظَام .
وَقَالَ فِي التَّلْخِيص : قَالَ إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ : الْخَابِيَة تَسَع ثَلَاث قِرَب وَعَنْ إِبْرَاهِيم قَالَ : الْقُلَّتَانِ الْجَرَّتَانِ الْكَبِيرَتَانِ .
وَعَنْ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ : الْقُلَّة مَا تُقِلُّهُ الْيَدُ أَيْ تَرْفَعهُ .
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيق اِبْن إِسْحَاق قَالَ : الْقُلَّة الْجَرَّة الَّتِي تَسْتَقِي فِيهَا الْمَاء وَالدَّوْرَق .
وَمَالَ أَبُو عُبَيْد فِي كِتَاب الطُّهُور إِلَى تَفْسِير عَاصِم بْن الْمُنْذِر وَهُوَ أَوْلَى .
وَرَوَى عَلِيّ بْن الْجَعْد عَنْ مُجَاهِد قَالَ : الْقُلَّتَانِ الْجَرَّتَانِ وَلَمْ يُقَيِّدهُمَا بِالْكُبْرِ وَعَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ وَوَكِيع وَيَحْيَى بْن آدَم مِثْله .
رَوَاهُ اِبْن الْمُنْذِر .
اِنْتَهَى
( لَمْ يَحْمِل الْخَبَث )
: بِفَتْحَتَيْنِ : النَّجَس وَمَعْنَاهُ لَمْ يُنَجَّس بِوُقُوعِ النَّجَاسَة فِيهِ كَمَا فَسَّرَتْهُ الرِّوَايَة الْآتِيَة إِذَا بَلَغَ الْمَاء قُلَّتَيْنِ فَإِنَّهُ@

الصفحة 103