كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
هِيَ دَار بَنِي سَاعِدَة بِالْمَدِينَةِ وَهُمْ بَطْن مِنْ الْخَزْرَج ، وَأَهْل اللُّغَة يَضُمُّونَ الْبَاء وَيَكْسِرُونَهَا ، وَالْمَحْفُوظ فِي الْحَدِيث الضَّمّ ، كَذَا فِي الْمَفَاتِيح .
وَقَالَ فِي الْبَدْر الْمُنِير بُضَاعَةُ : قِيلَ هُوَ اِسْم لِصَاحِبِ الْبِئْر ، وَقِيلَ : هُوَ اِسْم لِمَوْضِعِهَا ، وَهِيَ بِئْر بِالْمَدِينَةِ بَصَقَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَرَكَ وَتَوَضَّأَ فِي دَلْو وَرَدَّهُ فِيهَا ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ مَرِيض يَقُول لَهُ : اِغْتَسِلْ بِمَائِهَا فَيَغْتَسِل ، فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَال وَهِيَ فِي دَار بَنِي سَاعِدَة مَشْهُورَة .
60 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَنَّهُ )
: الضَّمِير لِلشَّأْنِ
( يُطْرَح )
: أَيْ يُلْقَى
( الْحِيَض )
: بِكَسْرِ الْحَاء جَمْع حِيضَة بِكَسْرِ الْحَاء مِثْل سِدَر وَسِدْرَة : وَهِيَ الْخِرْقَة الَّتِي تَسْتَعْمِلهَا الْمَرْأَة فِي دَم الْحَيْض
( وَالنَّتْن )
: بِنُونٍ مَفْتُوحَة وَتَاء مُثَنَّاة مِنْ فَوْق سَاكِنَة ثُمَّ نُون .
قَالَ اِبْن رَسْلَان فِي شَرْح السُّنَن : وَيَنْبَغِي أَنْ يُضْبَط بِفَتْحِ النُّون وَكَسْر التَّاء : وَهُوَ الشَّيْء الَّذِي لَهُ رَائِحَة كَرِيهَة مِنْ قَوْلهمْ : نَتِنَ الشَّيْءُ بِكَسْرِ التَّاء يَنْتَن بِفَتْحِهَا فَهُوَ نَتِنٌ .
يَعْنِي أَنَّ النَّاس يُلْقُونَ الْحِيَضَ وَلُحُوم الْكِلَاب وَالنَّتْن فِي الصَّحَارِي خَلْف بُيُوتهمْ فَيَجْرِي عَلَيْهَا الْمَطَر وَيُلْقِيهَا الْمَاءُ إِلَى تِلْكَ الْبِئْر ، لِأَنَّهَا فِي مَمَرّ الْمَاء ، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّ النَّاس يُلْقُونَهَا فِيهَا لِأَنَّ هَذَا مِمَّا لَا يُجَوِّزُهُ كَافِرٌ فَكَيْف يُجَوِّزُهُ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّه@

الصفحة 126