كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

أَذْرُع )
: جَمْع ذِرَاع وَهُوَ مِنْ الْمَرْفِق إِلَى أَطْرَاف الْأَصَابِع .
قَالَ أَبُو دَاوُدَ :
( سَأَلْت الَّذِي فَتَحَ لِي بَاب الْبُسْتَان )
: وَكَانَتْ الْبِئْر فِي ذَلِكَ الْبُسْتَان
( هَلْ غُيِّرَ )
: عَلَى الْبِنَاء لِلْمَجْهُولِ
( بِنَاؤُهَا )
: أَيْ بِئْر بُضَاعَة
( عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ )
: الضَّمِير الْمَجْرُور يَرْجِع إِلَى مَا الْمَوْصُولَة ، وَالْمُرَاد مِنْ مَا الْحَالَة وَالْعِمَارَة الَّتِي كَانَتْ الْبِئْر عَلَيْهَا ، وَجُمْلَة هَلْ غَيْر مَعَ مُتَعَلِّقهَا الْمَفْعُول الثَّانِي لِسَأَلْت
( قَالَ )
: مُحَافِظهَا
( لَا )
: أَيْ لَمْ يُغَيَّر بِنَاؤُهَا .
قَالَ أَبُو دَاوُدَ :
( وَرَأَيْت فِيهَا مَاء مُتَغَيِّرَ اللَّوْن )
: قَالَ النَّوَوِيّ : يَعْنِي بِطُولِ الْمُكْث ، وَأَصْل الْمَنْبَع لَا بِوُقُوعِ شَيْء أَجْنَبِيّ فِيهِ .
اِنْتَهَى .
وَإِنَّمَا فَسَّرْنَا بِذَلِكَ لِأَنَّهُ قَالَ اِبْن الْمُنْذِر : أَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ الْمَاء الْقَلِيل وَالْكَثِير إِذَا وَقَعَتْ فِيهِ نَجَاسَة فَغَيَّرَ لَهُ طَعْمًا أَوْ لَوْنًا أَوْ رِيحًا فَهُوَ نَجَس .
أَمَّا حَدِيث الْبَاب فَقَالَ الْحَافِظ فِي تَلْخِيص الْحَبِير : أَخْرَجَهُ الشَّافِعِيّ وَأَحْمَدُ وَأَصْحَاب السُّنَن وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ مِنْ حَدِيث أَبِي سَعِيد .
قَالَ التِّرْمِذِيّ : حَدِيث حَسَن ، وَقَدْ جَوَّدَهُ أَبُو أُسَامَة وَصَحَّحَهُ أَحْمَدُ بْن حَنْبَل وَيَحْيَى بْن مَعِين وَأَبُو مُحَمَّد بْن حَزْم ، وَزَادَ فِي الْبَدْر الْمُنِير : وَالْحَاكِم وَآخَرُونَ مِنْ الْأَئِمَّة الْحُفَّاظ .
قَالَ الْحَافِظ : وَنَقَلَ اِبْن الْجَوْزِيّ أَنَّ الدَّارَقُطْنِيَّ قَالَ إِنَّهُ لَيْسَ بِثَابِتٍ وَلَمْ نَرَ ذَلِكَ فِي الْعِلَل لَهُ وَلَا فِي السُّنَن .
قُلْت : وَقَالَ فِي كَشْف الْمَنَاهِج : وَقَوْل الدَّارَقُطْنِيِّ - هَذَا الْحَدِيثُ غَيْرُ ثَابِتٍ - غَيْرُ مُسَلَّم لَهُ ، وَقَوْل الْإِمَام أَحْمَدَ وَغَيْره مِمَّنْ صَحَّحَهُ مُقَدَّم عَلَى الدَّارَقُطْنِيِّ .
اِنْتَهَى .
62 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( بَعْض أَزْوَاج )
: وَهِيَ مَيْمُونَة رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهَا لِمَا أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ @

الصفحة 130