كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
رَكَدَ رُكُودًا مِنْ بَاب قَعَدَ أَيْ سَكَنَ ، وَأَرْكَدْته : أَسْكَنْته ، وَرَكَدَتْ السَّفِينَة أَيْ وَقَفَتْ فَلَا تَجْرِي .
63 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فِي حَدِيث هِشَام )
: أَيْ فِيمَا حَدَّثَنَا بِهِ عَنْ هِشَام أَوْ عَنْ حَدِيث هِشَام ، فَفِي بِمَعْنَى عَنْ وَيَدُلّ لِذَلِكَ رِوَايَة الدَّارِمِيِّ فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْن عَبْد اللَّه حَدَّثَنَا زَائِدَة عَنْ هِشَام عَنْ مُحَمَّد الْحَدِيث .
قَالَ صَاحِب الْقَامُوس فِي مَنْظُومَته فِي اِصْطِلَاح الْحَدِيث : الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِيّ الْأَحَد ثُمَّ الصَّلَاة لِلنَّبِيِّ أَحْمَد قَالَ شَارِحهَا السَّيِّد الْعَلَّامَة سُلَيْمَان بْن يَحْيَى بْن عُمَر الْأَهْدَل قَوْله لِلنَّبِيِّ أَحْمَد اللَّام بِمَعْنَى عَلَى كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى : { وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ } أَيْ عَلَيْهَا .
وَقَالَ وَلَده السَّيِّد الْعَلَّامَة عَبْد الرَّحْمَن بْن سُلَيْمَان فِي حَاشِيَته عَلَى شَرْح وَالِده الْمَذْكُور قَوْله : إِنَّ اللَّام بِمَعْنَى عَلَى ، هَذَا إِنَّمَا يَأْتِي عَلَى مَذْهَب الْكُوفِيِّينَ وَابْن مَالِك الْقَائِلِينَ إِنَّ حُرُوف الْجَرّ يَنُوب بَعْضهَا عَنْ بَعْض بِقِيَاسٍ .
وَقَالَ شَيْخنَا الْعَلَّامَة حُسَيْن بْن مُحْسِن وَفِي الْقُرْآن وَالْحَدِيث وَكَلَام الْعَرَب كَثِير مِنْ هَذَا النَّوْع
( لَا يَبُولَنَّ )
: بِلَا النَّهْي وَالنُّون الثَّقِيلَة
( فِي الْمَاء الدَّائِم )
: السَّاكِن الَّذِي لَا يَجْرِي
( ثُمَّ يَغْتَسِل مِنْهُ )
: أَيْ مِنْ الْمَاء الدَّائِم الَّذِي بَالَ فِيهِ ، وَثُمَّ يَغْتَسِل عَطْف عَلَى الْفِعْل الْمَنْفِيّ وَثُمَّ اسْتِبْعَادِيَّة ، أَيْ بَعِيد مِنْ الْعَاقِل أَنْ يَجْمَع بَيْنهمَا .
وَالْحَدِيث وَإِنْ دَلَّ بِظَاهِرِهِ عَلَى مَنْع الْجَمْع بَيْن الْبَوْل وَالِاغْتِسَال فِيهِ لَا عَلَى الْمَنْع مِنْ كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا بِانْفِرَادِهِ@

الصفحة 132