كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

أَنَّهُ قَدْ أَخْرَجَ الشَّافِعِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْمَعْرِفَة .
وَقَالَ لَهُ أَسَانِيد إِذَا ضُمَّ بَعْضهَا إِلَى بَعْض كَانَتْ قَوِيَّة بِلَفْظِ : [ أَنَتَوَضَّأُ بِمَا أَفْضَلَتْ الْحُمُر ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَبِمَا أَفْضَلَتْ السِّبَاع كُلّهَا ] وَحَدِيث عَائِشَة الْمَذْكُور فِي الْبَاب نَصَّ عَلَى مَحَلّ النِّزَاع ، قَالَهُ الشَّوْكَانِيُّ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : تَفَرَّدَ بِهِ عَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد الدَّرَاوَرْدِيّ عَنْ دَاوُدَ بْن صَالِح عَنْ أُمِّهِ بِهَذِهِ الْأَلْفَاظ .
اِنْتَهَى .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
وَفِي بَعْض النُّسَخ : الْوُضُوء بِفَضْلِ وَضُوء الْمَرْأَة .
وَالْفَضْل : هُوَ بَقِيَّة الشَّيْء أَيْ اِسْتِعْمَال مَا يَبْقَى فِي الْإِنَاء مِنْ الْمَاء بَعْدَمَا شَرَعَتْ الْمَرْأَة فِي وُضُوئِهَا أَوْ غُسْلهَا سَوَاء كَانَ اِسْتِعْمَاله مِنْ ذَلِكَ الْمَاء مَعَهَا أَوْ بَعْد فَرَاغ مِنْ تَطْهِيرهَا ، فِيهِ صُورَتَانِ ، وَأَحَادِيث الْبَاب تَدُلّ عَلَى الصُّورَة الْأُولَى وَهِيَ اِسْتِعْمَاله مَعَهَا صَرِيحَة وَعَلَى الثَّانِيَة اِسْتِنْبَاطًا ، أَوْ بِانْضِمَامِ أَحَادِيث أُخْرَى .
70 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( كُنْت أَغْتَسِل أَنَا وَرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: يَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَفْعُولًا مَعَهُ وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون عَطْفًا عَلَى الضَّمِير
( وَنَحْنُ جُنُبَانِ )
: هَذَا بِنَاء عَلَى إِحْدَى اللُّغَتَيْنِ فِي الْجُنُب أَنَّهُ يُثَنَّى وَيُجْمَع ، فَيُقَال : جُنُب وَجُنُبَانِ وَجُنُبِيُّونَ وَأَجْنَاب ، وَاللُّغَة الْأُخْرَى رَجُل جُنُب وَرَجُلَانِ جُنُب وَرِجَال جُنُب وَنِسَاء جُنُب بِلَفْظٍ وَاحِد .
وَأَصْل الْجَنَابَة فِي اللُّغَة : الْبُعْد ، وَيُطْلَق الْجُنُب عَلَى الَّذِي وَجَبَ عَلَيْهِ الْغُسْل بِجِمَاعٍ أَوْ خُرُوج مَنِيّ لِأَنَّهُ يَجْتَنِب الصَّلَاة وَالْقِرَاءَة وَالْمَسْجِد وَيَتَبَاعَد عَنْهَا .@

الصفحة 144