كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

قَالَهُ النَّوَوِيّ .
وَفِيهِ دَلِيل عَلَى طَهَارَة فَضْل الْمَرْأَة لِأَنَّ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا لَمَّا اِغْتَرَفَتْ بِيَدِهَا مِنْ الْقَدَح وَأَخَذَتْ الْمَاء مِنْهُ الْمَرَّة الْأُولَى صَارَ الْمَاء بَعْدهَا مِنْ فَضْلهَا ، وَمَا كَانَ أَخْذُهُ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدهَا مِنْ ذَلِكَ الْمَاء إِلَّا مِنْ فَضْلهَا ، وَأَمَّا مُطَابَقَة الْحَدِيث لِلْبَابِ فَمِنْ حَيْثُ إِنَّهُ كَانَ الْغُسْل مُشْتَمِلًا عَلَى الْوُضُوء .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مُخْتَصَرًا ، وَأَخْرَجَ مُسْلِم مِنْ حَدِيث أَبِي سَلَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ عَائِشَة قَالَتْ : " كُنْت أَغْتَسِل أَنَا وَرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاء وَاحِد مِنْ جَنَابَة " .
اِنْتَهَى .
71 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( اِبْن خَرَّبُوذ )
: بِفَتْحِ الْخَاء الْمُعْجَمَة وَشِدَّة الرَّاء الْمُهْمَلَة مَفْتُوحَة وَضَمّ الْمُوَحَّدَة وَسُكُون الْوَاو ثُمَّ الذَّال الْمُعْجَمَة آخِرًا : هُوَ سَالِم بْن سَرْج أَبُو النُّعْمَان الْمَدَنِيّ عَنْ مَوْلَاته أُمّ حَبِيبَة وَثَّقَهُ اِبْن مَعِين .
قَالَ الْحَافِظ اِبْن حَجَر قَالَ الْحَاكِم أَبُو أَحْمَدَ : مَنْ قَالَ اِبْن سَرْج عَرَّبَهُ ، وَمَنْ قَالَ اِبْن خَرَّبُوذ أَرَادَ بِهِ الْإِكَاف بِالْفَارِسِيَّةِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ فِيهِ سَالِم بْن النُّعْمَان
( عَنْ أُمّ صُبَيَّة الْجُهَنِيَّة )
: بِصَادٍ مُهْمَلَة ثُمَّ مُوَحَّدَة مُصَغَّرًا مَعَ التَّثْقِيل : هِيَ خَوْلَة بِنْت قَيْس وَهِيَ جَدَّة خَارِجَة بْن الْحَارِث .
وَقَالَ اِبْن مَنْدَهْ : إِنَّ أُمّ صُبَيَّة هِيَ خَوْلَة بِنْت قَيْس بْن فَهْد ، وَرَدَّ عَلَيْهِ أَبُو نُعَيْم .
قَالَ الْحَافِظ : فَأَصَابَ أَيْ أَبُو نُعَيْم .
وَفِي شَرْح مَعَانِي الْآثَار لِلطَّحَاوِيِّ : إِنَّهَا قَدْ أَدْرَكَتْ وَبَايَعَتْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه ابْن مَاجَهْ سَمِعْت مُحَمَّدًا يَقُول أُمّ صُبَيَّة هِيَ خَوْلَة بِنْت قَيْس ، فَذَكَرْت لِأَبِي زُرْعَة ، فَقَالَ : صَدَقَ .
( اِخْتَلَفَتْ يَدِي وَيَد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: أَيْ كَانَ يَغْتَرِف تَارَة قَبْلهَا@

الصفحة 145