كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

قَالَ شَرِيك )
: أَيْ الشَّاكّ فِيهِ شَرِيك ، وَأَمَّا هَنَّاد فَقَالَ فِي رِوَايَته عَنْ شَرِيك أَبَا زَيْد بِلَا شَكّ
( وَلَمْ يَذْكُر هَنَّاد )
: فِي رِوَايَته
( لَيْلَة الْجِنّ )
: وَإِنَّمَا ذَكَرَهَا سُلَيْمَان .
78 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( قُلْت لِعَبْدِ اللَّه بْن مَسْعُود .
إِلَخْ )
: أَخْرَجَ الْمُؤَلِّف هَذَا الْحَدِيث مُخْتَصَرًا وَلَمْ يَذْكُر الْقِصَّة ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم فِي كِتَاب الصَّلَاة مِنْ صَحِيحه ، وَالتِّرْمِذِيّ فِي تَفْسِير سُورَة الْأَحْقَاف مِنْ جَامِعه مُطَوَّلًا .
وَمَقْصُود الْمُؤَلِّف مِنْ إِيرَاد هَذَا الْحَدِيث إِثْبَات الضَّعْف لِحَدِيثِ أَبِي زَيْد الْمُتَقَدِّم .
قَالَ النَّوَوِيّ فِي شَرْحه لِمُسْلِمٍ : هَذَا صَرِيح فِي إِبْطَال الْحَدِيث الْمَرْوِيّ فِي سُنَن أَبِي دَاوُدَ وَغَيْره الْمَذْكُور فِيهِ الْوُضُوء بِالنَّبِيذِ ، وَحُضُور اِبْن مَسْعُود مَعَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة الْجِنّ ، فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيث صَحِيح ، وَحَدِيث النَّبِيذ ضَعِيف بِاتِّفَاقِ الْمُحَدِّثِينَ .
وَقَالَ الْإِمَام جَمَال الدِّين الزَّيْلَعِيّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة : قَدْ دَلَّتْ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة عَلَى أَنَّ اِبْن مَسْعُود لَمْ يَكُنْ مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة الْجِنّ ، وَإِنَّمَا كَانَ مَعَهُ حِين اِنْطَلَقَ بِهِ ، وَبِغَيْرِهِ يُرِيهِمْ آثَارهمْ وَآثَار نِيرَانهمْ .
قَالَ : وَقَدْ رَوَى أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ لَيْلَته .
ثُمَّ قَالَ الزَّيْلَعِيّ : فَقَدْ تَلَخَّصَ لِحَدِيثِ اِبْن مَسْعُود سَبْعَة طُرُق ، صَرَّحَ فِي بَعْضهَا أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ مُخَالِف لِمَا فِي صَحِيح مُسْلِم أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ ، وَقَدْ جَمَعَ بَيْنهمَا بِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين الْمُخَاطَبَة ، وَإِنَّمَا كَانَ بَعِيدًا مِنْهُ ، وَمِنْ النَّاس مَنْ جَمَعَ بَيْنهمَا بِأَنَّ لَيْلَة الْجِنّ كَانَتْ مَرَّتَيْنِ ، فَفِي أَوَّل مَرَّة خَرَجَ إِلَيْهِمْ لَمْ يَكُنْ مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِبْن مَسْعُود وَلَا غَيْره كَمَا هُوَ ظَاهِر حَدِيث مُسْلِم ، ثُمَّ بَعْد ذَلِكَ خَرَجَ مَعَهُ لَيْلَة أُخْرَى كَمَا رَوَى اِبْن أَبِي حَاتِم فِي تَفْسِيره فِي أَوَّل سُورَة الْجِنّ مِنْ حَدِيث اِبْن جُرَيْجٍ .
وَاَللَّه أَعْلَمُ .@

الصفحة 157