كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

ذَلِكَ فَقَالَ : إِنَّهُ كَانَ فِي الْأَصْل مِائَة وَثَمَانِيَة وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعَة أَسْبَاع ثُمَّ زَادُوا فِيهِ لِإِزَادَةِ جَبْر الْكَسْر فَصَارَ مِائَة وَثَلَاثِينَ
( بِالْمُدِّ )
: هُوَ بِالضَّمِّ رُبْع الصَّاع لُغَة ، وَتَقَدَّمَ بَيَانه .
وَقَالَ فِي الْقَامُوس : أَوْ مِلْء كَفّ الْإِنْسَان الْمُعْتَدِل إِذَا مَلَأَهُمَا وَمَدّ يَده بِهِمَا ، وَمِنْهُ سُمِّيَ مُدًّا .
وَقَدْ جَرَّبْت ذَلِكَ فَوَجَدْته صَحِيحًا
( قَالَ سَمِعْت صَفِيَّة )
: فَفِي رِوَايَة أَبَان قَدْ صَرَّحَ قَتَادَة بِالسَّمَاعِ ، فَارْتَفَعَتْ مَظِنَّة التَّدْلِيس عَنْهُ فِي الرِّوَايَة السَّابِقَة الْمُعَنْعَنَة .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ .
وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن جَبْر عَنْ أَنَس بْن مَالِك قَالَ : " كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأ بِالْمُدِّ وَيَغْتَسِل بِالصَّاعِ إِلَى خَمْسَة أَمْدَاد " وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيث سَفِينَة بِنَحْوِهِ .
85 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( يَغْتَسِل بِالصَّاعِ وَيَتَوَضَّأ بِالْمُدِّ )
: وَلَيْسَ الْغُسْل بِالصَّاعِ وَالْوُضُوء بِالْمُدِّ لِلتَّحْدِيدِ وَالتَّقْدِير ، بَلْ كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُبَّمَا اِقْتَصَرَ عَلَى الصَّاع وَرُبَّمَا زَادَ .
رَوَى مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِل هِيَ وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاء وَاحِد هُوَ الْفَرَق .
قَالَ اِبْن عُيَيْنَةَ وَالشَّافِعِيّ وَغَيْرهمَا : هُوَ ثَلَاثَةُ آصُع .
وَرَوَى مُسْلِم أَيْضًا مِنْ حَدِيثهَا أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِل مِنْ إِنَاء يَسَع ثَلَاثَة أَمْدَاد .
فَهَذَا يَدُلّ عَلَى اِخْتِلَاف الْحَال فِي ذَلِكَ بِقَدْرِ الْحَاجَة .
وَفِيهِ رَدّ عَلَى مَنْ قَدَّرَ الْوُضُوء وَالْغُسْل بِمَا ذُكِرَ فِي حَدِيثَيْ الْبَاب ، وَحَمَلَهُ الْأَكْثَرُونَ عَلَى الِاسْتِحْبَاب لِأَنَّ أَكْثَرَ مَنْ قَدَّرَ وُضُوءَهُ وَغُسْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ @

الصفحة 165