كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

الْفِطْرِيّ وَأَبُو عَقِيل يَحْيَى .
اِنْتَهَى
( لَا صَلَاة )
: قَالَ الْعُلَمَاء : هَذِهِ الصِّيغَة حَقِيقَة فِي نَفْي الشَّيْء ، وَتُطْلَق عَلَى نَفْي كَمَالِهِ وَالْمُرَاد هَاهُنَا الْأَوَّل
( لِمَنْ لَا وُضُوء لَهُ وَلَا وُضُوء )
: بِضَمِّ الْوَاو ، أَيْ لَا يَصِحّ الْوُضُوء .
قَالَ الْمُحَدِّث الْأَجَلّ وَلِيّ اللَّه الدَّهْلَوِيّ فِي الْحُجَّة : وَهُوَ نَصّ عَلَى أَنَّ التَّسْمِيَة رُكْن أَوْ شَرْط ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمَعْنَى لَا يَكْمُل الْوُضُوء لَكِنْ لَا أَرْتَضِي بِمِثْلِ هَذَا التَّأْوِيل فَإِنَّهُ مِنْ التَّأْوِيل الْبَعِيد الَّذِي يَعُود بِالْمُخَالَفَةِ عَلَى اللَّفْظ
( لَمْ يَذْكُر اِسْم اللَّه عَلَيْهِ )
: أَيْ لَمْ يَقُلْ بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم عَلَى الْوُضُوء أَوْ بِسْمِ اللَّه وَالْحَمْد لِلَّهِ ، لِمَا أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط مِنْ طَرِيق عَلِيّ بْن ثَابِت عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا أَبَا هُرَيْرَة إِذَا تَوَضَّأْت فَقُلْ بِسْمِ اللَّه وَالْحَمْد لِلَّهِ فَإِنَّ حَفَظَتك لَا تَزَال تَكْتُب لَك الْحَسَنَات حَتَّى تُحْدِث مِنْ ذَلِكَ الْوُضُوء " ، قَالَ تَفَرَّدَ بِهِ عَمْرو بْن أَبِي سَلَمَة عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد عَنْهُ .
وَأَخْرَجَ الْإِمَام الْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الشَّافِعِيّ قَالَ : أُحِبّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُسَمِّي اللَّه فِي اِبْتِدَاء الْوُضُوء .
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَهَذَا لِمَا رَوَيْنَا عَنْ أَنَس بْن مَالِك عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قِصَّة الْإِنَاء الَّذِي وَضَعَ يَده فِيهِ وَالْمَاء يَفُور مِنْ بَيْن أَصَابِعه تَوَضَّئُوا بِسْمِ اللَّه .
اِنْتَهَى .
وَقَالَ الْعَلَّامَة الشَّيْخ مُحَمَّد طَاهِر فِي تَكْمِلَة مَجْمَع الْبِحَار : وَيَكْفِي بِسْمِ اللَّه ، وَالْأَكْمَل بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم ، فَإِنْ تَرَكَ أَوَّلًا قَالَ فِي أَثْنَائِهِ : بِسْمِ اللَّه أَوَّلًا وَآخِرًا .
.
وَالْحَدِيث ظَاهِره نَفْي الصِّحَّة ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَحْمَدُ بْن حَنْبَل فِي رِوَايَة أَنَّ التَّسْمِيَة شَرْط لِصِحَّةِ الْوُضُوء وَهُوَ قَوْل أَهْل الظَّاهِر .
قَالَ الشَّعْرَانِيّ فِي الْمِيزَان : قَالَ الْأَئِمَّة الثَّلَاثَة وَإِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَد : إِنَّ التَّسْمِيَة فِي الْوُضُوء مُسْتَحَبَّة مَعَ قَوْل دَاوُدَ ، وَأَحْمَد إِنَّهَا وَاجِبَة لَا يَصِحّ الْوُضُوء إِلَّا بِهَا ، سَوَاء فِي ذَلِكَ الْعَمْد وَالسَّهْو ، وَمَعَ قَوْل إِسْحَاق : إِنْ نَسِيَهَا أَجْزَأَتْهُ طَهَارَته وَإِلَّا فَلَا .
اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ :@

الصفحة 175