كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

عَطْفُ مُفَصَّلٍ عَلَى مُجْمَلٍ ، فَهِيَ تُفَصِّل مَا أُجْمِلَ فِي مَسْح الْأُذُنَيْنِ وَتُبَيِّن كَيْفِيَّة مَسْحهمَا
( بُطُونهمَا )
: أَيْ دَاخِل الْأُذُن الْيُمْنَى وَالْيُسْرَى مِمَّا يَلِي الْوَجْه
( وَظُهُورهمَا )
: أَيْ خَارِج الْأُذُنَيْنِ مِمَّا يَلِي الرَّأْس
( مَرَّة وَاحِدَة )
: أَيْ مَسَحَ الرَّأْس وَالْأُذُنَيْنِ مَرَّة وَاحِدَة وَلَمْ يَمْسَحهُمَا ثَلَاثًا
( أَحَادِيث عُثْمَان )
: الَّتِي هِيَ
( الصِّحَاح )
: أَيْ صَحِيحَة لَا مَطْعَن فِيهَا
( كُلّهَا )
: خَبَر لِقَوْلِهِ ( أَحَادِيث )
( أَنَّهُ )
: أَيْ الْمَسْح كَانَ
( مَرَّة )
: وَاحِدَة دُون الثَّلَاث
( فَإِنَّهُمْ )
: أَيْ النَّاقِلِينَ لِوُضُوءِ عُثْمَان ، كَعَطَاءِ بْن يَزِيد عَنْ حُمْرَان عَنْ عُثْمَان وَكَأَبِي عَلْقَمَة عَنْ عُثْمَان
( ثَلَاثًا )
: لِكُلِّ عُضْو
( وَقَالُوا )
: هَؤُلَاءِ
( فِيهَا )
: فِي أَحَادِيثهمْ
( لَمْ يَذْكُرُوا عَدَدًا )
: لِمَسْحِ الرَّأْس
( كَمَا ذَكَرُوا )
: عَدَد الْغَسْل
( فِي غَيْره )
: أَيْ فِي غَيْر مَسْح الرَّأْس ، كَغَسْلِ الْيَدَيْنِ وَالْوَجْه وَالرِّجْلَيْنِ ، فَإِنَّهُمْ ذَكَرُوا فِيهَا التَّثْلِيث ، فَثَبَتَ بِذَلِكَ أَنَّ الْمَسْح كَانَ مَرَّة وَاحِدَة ، لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ عُثْمَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ زَادَ عَلَيْهَا لَذَكَرَهُ الرَّاوِي ، بَلْ ذَكَرَ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة عَنْ عُثْمَان أَنَّهُ مَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرَّة وَاحِدَة .
قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : وَقَوْل أَبِي دَاوُدَ إِنَّ الرِّوَايَات الصَّحِيحَة عَنْ عُثْمَان لَيْسَ فِيهَا عَدَد لِمَسْحِ الرَّأْس وَإِنَّهُ أَوْرَدَ الْعَدَد مِنْ طَرِيقَيْنِ صَحَّحَ أَحَدهمَا اِبْن خُزَيْمَةَ وَغَيْره ، وَالزِّيَادَة مِنْ الثِّقَة مَقْبُولَة ، فَيُحْمَل قَوْل أَبِي دَاوُدَ عَلَى إِرَادَة اِسْتِثْنَاء الطَّرِيقَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرَهُمَا ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : إِلَّا هَذَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ .
قُلْت : كَأَنَّهُ يُشِير بِقَوْلِهِ صَحَّحَ أَحَدهمَا اِبْن خُزَيْمَةَ إِلَى حَدِيث عَبْد الرَّحْمَن بْن@

الصفحة 185