كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

2 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَبِي الزُّبَيْر )
: هُوَ مُحَمَّد بْن مُسْلِم الْمَكِّيّ ، وَثَّقَهُ الْجُمْهُور وَضَعَّفَهُ بَعْضهمْ لِكَثْرَةِ التَّدْلِيس
( الْبَرَاز )
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَفْتُوحَة الْبَاء ، اِسْم لِلْفَضَاءِ الْوَاسِع مِنْ الْأَرْض ، كَنَّوْا بِهِ عَنْ حَاجَة الْإِنْسَان كَمَا كَنَّوْا بِالْخَلَاءِ عَنْهُ ، يُقَال : تَبَرَّزَ الرَّجُل إِذَا تَغَوَّطَ وَهُوَ أَنْ يَخْرُج إِلَى الْبَرَاز ، كَمَا قِيلَ : تَخَلَّى إِذَا صَارَ إِلَى الْخَلَاء ، وَأَكْثَرُ الرُّوَاة يَقُولُونَ الْبِرَاز بِكَسْرِ الْبَاء وَهُوَ غَلَط ، إِنَّمَا الْبِرَاز مَصْدَر بَارَزْت الرَّجُلَ فِي الْحَرْب مُبَارَزَةً وَبِرَازًا .
وَفِيهِ مِنْ الْأَدَب اِسْتِحْبَاب التَّبَاعُد عِنْد الْحَاجَة عَنْ حُضُور النَّاس إِذَا كَانَ فِي مَرَاح مِنْ الْأَرْض ، وَيَدْخُل فِي مَعْنَاهُ الِاسْتِتَار بِالْأَبْنِيَةِ وَضَرْب الْحُجُب وَإِرْخَاء السِّتْر وَأَعْمَاق الْآبَار وَالْحَفَائِر ، وَنَحْو ذَلِكَ مِنْ الْأُمُور السَّاتِرَة لِلْعَوْرَاتِ وَكُلّ مَا سَتَرَ الْعَوْرَة عَنْ النَّاس .
اِنْتَهَى .
قُلْت : وَخَطَّأَ الْخَطَّابِيُّ الْكَسْرَ وَخَالَفَهُ الْجَوْهَرِيّ فَجَعَلَهُ مُشْتَرَكًا بَيْنَهُمَا .
وَقَالَ فِي الْمِصْبَاح : الْبَرَاز بِالْفَتْحِ وَالْكَسْر لُغَة قَلِيلَة ، الْفَضَاء الْوَاسِع الْخَالِي مِنْ الشَّجَر ثُمَّ كَنَّى بِالْغَائِطِ .
اِنْتَهَى .
وَالْحَدِيث فِيهِ إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الْمَلِك الْكُوفِيّ نَزِيل مَكَّة ، قَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد ، وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا اِبْن مَاجَهْ .@

الصفحة 19