كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

التَّوَسُّط رِوَايَةُ مُعَاوِيَة الْآتِيَة .
وَاَللَّه أَعْلَمُ .
وَالْحَدِيث تَفَرَّدَ بِهِ الْمُؤَلِّف عَنْ أَئِمَّة الصِّحَاح ، لَكِنْ أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ .
قَالَ الْحَافِظ فِي التَّلْخِيص : وَالْحَدِيث أَعَلَّهُ أَبُو زُرْعَة إِنَّمَا يُرْوَى عَنْ الْمِنْهَال عَنْ أَبِي حَيَّة عَنْ عَلِيّ .
اِنْتَهَى .
وَقَالَ اِبْن الْقَطَّان : لَا أَعْلَمُ لِهَذَا الْحَدِيث عِلَّة .
وَاَللَّه أَعْلَمُ .
تَعْلِيقُ الْحَافِظِ ابْنِ الْقَيِّمِ :
قَالَ الشَّيْخ شَمْسُ الدِّينِ بْنُ الْقَيِّمِ :
حُدِيَتْ زَرٍّ عَنْ عَلِيٍّ هَذَا فِيهِ الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو ، كَانَ اِبْنُ حَزْمٍ يَقُول : لَا يُقْبَلُ فِي بَاقَة بَقْل . وَمِنْ رِوَايَته حَدِيث الْبَرَاءِ الطَّوِيل فِي عَذَاب الْقَبْر . وَالْمِنْهَالُ قَدْ وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْره . وَالَّذِي غَرَّ اِبْنَ حَزْمٍ شَيْئَانِ :
أَحَدهمَا : قَوْل عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ . تَرَكَهُ شُعْبَةُ عَلَى عَمْد . وَالثَّانِي : أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ دَاره صَوْت طُنْبُور . وَقَدْ صَرَّحَ شُعْبَةُ بِهَذِهِ الْعِلَّة ، فَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ عَنْ وُهَيْبٍ : قَالَ : سَمِعْت شُعْبَةَ يَقُول : أَتَيْت المنهال بْنَ عَمْرٍو ، فَسَمِعْت عِنْده صَوْت طُنْبُورٍ ، فَرَجَعْت وَلَمْ أَسْأَلهُ ، قِيلَ : فَهَلَّا سَأَلْته فَعَسَى كَانَ لَا يَعْلَم بِهِ ؟ وَلَيْسَ فِي شَيْء مِنْ هَذَا مَا يَقْدَح فِيهِ . وَقَالَ اِبْنُ الْقَطَّانِ : وَلَا أَعْلَم لِهَذَا الْحَدِيث عِلَّة .
100 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( قَالَ رَأَيْت إِلَخْ )
: فِي هَذَا الْحَدِيث فِي بَعْض مَا تَقَدَّمَ وَبَعْض مَا يَجِيء بَيَان غَسْل بَعْض أَعْضَاء الْوُضُوء ، وَفِيهِ تَصْرِيح بِأَنَّ مَسْح الرَّأْس كَانَ مَرَّة وَاحِدَة .
وَالْحَدِيث تَفَرَّدَ بِهِ الْمُؤَلِّف .
قَالَ الْحَافِظ فِي التَّلْخِيص : سَنَده صَحِيح .
101 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ أَبِي حَيَّة )
: بِفَتْحِ الْحَاء وَتَشْدِيد الْيَاء الْمَفْتُوحَة هُوَ اِبْن قَيْس الْهَمْدَانِيُّ الْوَدَاعِيُّ .
قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان : لَا يُعْرَف .
تَفَرَّدَ عَنْهُ أَبُو إِسْحَاق .
قَالَ أَحْمَدُ أَبُو حَيَّة شَيْخ .
وَقَالَ اِبْن الْمَدِينِيّ وَأَبُو الْوَلِيد مَجْهُول ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَة لَا يُسَمَّى ، وَصَحَّحَ خَبَره اِبْن السَّكَن وَغَيْره ، وَفِي التَّقْرِيب مَقْبُول مِنْ الثَّالِثَة .
وَاعْلَمْ أَنَّ عِبَارَة الْإِسْنَاد هَاهُنَا فِي نُسَخ الْكِتَاب مُخْتَلِفَة فَمَا صُحِّحَ عِنْدِي وَتَحَقَّقَ لِي اِعْتَمَدْت عَلَيْهِ ، وَهَكَذَا وَجَدْتُ فِي الْأَطْرَاف لِلْحَافِظِ الْمِزِّيّ وَعِبَارَته هَكَذَا : أَبُو حَيَّة بْن قَيْس الْوَدَاعِيّ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ عَلِيّ حَدِيث فِي صِفَة الْوُضُوء ، أَيْ أَبُو دَاوُدَ فِي الطَّهَارَة عَنْ مُسَدَّد وَأَبِي تَوْبَة الرَّبِيع بْن نَافِع وَعَمْرو بْن عَوْن ثَلَاثَتهمْ عَنْ أَبِي الْأَحْوَص عَنْ@

الصفحة 195