كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

وَيَبْدَأ بِالْوَاوِ ثُمَّ بَدْؤُهُ بِالْمُؤَخَّرِ لِبَيَانِ الْجَوَاز إِنْ صَحَّتْ هَذِهِ الرِّوَايَة .
قَالَ السُّيُوطِيُّ : اِحْتَجَّ بِهِ مَنْ يَرَى أَنَّهُ يَبْدَأ بِمَسْحِ الرَّأْس بِمُؤَخَّرِهِ ثُمَّ بِمُقَدَّمِهِ .
قَالَ التِّرْمِذِيّ ذَهَبَ أَهْل الْكُوفَة إِلَى هَذَا الْحَدِيث مِنْهُمْ وَكِيع بْن الْجَرَّاح .
وَأَجَابَ اِبْن الْعَرَبِيّ عَنْهُ عَلَى مَذْهَب الْجُمْهُور بِأَنَّهُ تَحْرِيف مِنْ الرَّاوِي بِسَبَبِ فَهْمه ، فَإِنَّهُ فَهِمَ مِنْ قَوْله فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ أَنَّهُ يَقْتَضِي الِابْتِدَاءَ بِمُؤَخَّرِ الرَّأْس ، فَصَرَّحَ بِمَا فَهِمَ مِنْهُ وَهُوَ يُخْطِئ فِي فَهْمه .
وَأَجَابَ غَيْره بِأَنَّهُ عَارَضَهُ مَا هُوَ أَصَحُّ مِنْهُ وَهُوَ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن زَيْد أَوْ بِأَنَّهُ فَعَلَ لِبَيَانِ الْجَوَاز .
اِنْتَهَى .
( وَهَذَا مَعْنَى حَدِيث مُسَدَّد )
: أَيْ هَذَا الَّذِي رَوَيْته عَنْ مُسَدَّد رَوَيْته بِالْمَعْنَى وَلَا أَتَحَفَّظ جُمْلَة أَلْفَاظه .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ مُخْتَصَرًا وَقَالَ هَذَا حَدِيث حَسَن وَحَدِيث عَبْد اللَّه بْن زَيْد أَصَحُّ مِنْ هَذَا وَأَجْوَدُ إِسْنَادًا وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ .
( حَدَّثَنَا سُفْيَان )
: هُوَ اِبْن عُيَيْنَةَ الْإِمَام الْحَافِظ كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْمِزِّيّ فِي الْأَطْرَاف
( بِهَذَا الْحَدِيث )
: الْمَذْكُور إِلَّا أَنَّ سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ
( يُغَيِّر بَعْض مَعَانِي بِشْر )
: بْن الْمُفَضَّل ، أَيْ حَدِيث اِبْن عُيَيْنَةَ وَبِشْر بْن الْمُفَضَّل كِلَاهُمَا مُتَّحِدَانِ فِي الْمَعْنَى إِلَّا أَنَّ بَيْنهمَا بَعْض الْمُغَايَرَة بِحَسَب الْمَعْنَى وَصَرَّحَهَا بِقَوْلِهِ
( قَالَ )
: أَيْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ
( فِيهِ )
: أَيْ فِي الْحَدِيث الْمَذْكُور .@

الصفحة 216