كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

الْخُبُث بِضَمِّ الْبَاء جَمَاعَة الْخَبِيث ، وَالْخَبَائِث جَمْع الْخَبِيثَة ، يُرِيد ذُكْرَان الشَّيَاطِين وَإِنَاثهمْ ، وَجَمَاعَة أَصْحَاب الْحَدِيث يَقُولُونَ : الْخُبْث سَاكِنَة الْبَاء وَهُوَ غَلَط ، وَالصَّوَاب الْخُبُث بِضَمِّ الْبَاء .
وَقَالَ اِبْن الْأَعْرَابِيّ : أَصْل الْخُبُث فِي كَلَام الْعَرَب الْمَكْرُوه ، فَإِنْ كَانَ مِنْ الْكَلَام فَهُوَ الشَّتْم ، وَإِنْ كَانَ مِنْ الْمِلَل فَهُوَ الْكُفْر ، وَإِنْ كَانَ مِنْ الطَّعَام فَهُوَ الْحَرَام ، وَإِنْ كَانَ مِنْ الشَّرَاب فَهُوَ الضَّارّ .
اِنْتَهَى كَلَام الْخَطَّابِيِّ .
وَقَالَ اِبْن سَيِّد النَّاس : وَهَذَا الَّذِي أَنْكَرَهُ الْخَطَّابِيُّ هُوَ الَّذِي حَكَاهُ أَبُو عُبَيْد الْقَاسِم بْن سَلَّام وَحَسْبُك بِهِ جَلَالَة .
وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض : أَكْثَرُ رِوَايَات الشُّيُوخ بِالْإِسْكَانِ .
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ : رُوِّينَاهُ بِالضَّمِّ وَالْإِسْكَان .
قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد : ثُمَّ اِبْن سَيِّد النَّاس لَا يَنْبَغِي أَنْ يَعُدّ مِثْلَ هَذَا غَلَطًا .
اِنْتَهَى .
قَالَ النَّوَوِيّ : وَهَذَا الْأَدَب مُجْمَع عَلَى اِسْتِحْبَابه وَلَا فَرْق فِيهِ بَيْن الْبُنْيَان وَالصَّحْرَاء .
وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ وَالدَّارِمِيّ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَدِيث أَنَس أَصَحُّ شَيْء فِي هَذَا الْبَاب .
( وَقَالَ )
: شُعْبَة عَنْ عَبْد الْعَزِيز
( مَرَّة أَعُوذ بِاَللَّهِ وَقَالَ وُهَيْب )
عَنْ عَبْد الْعَزِيز
( فَلْيَتَعَوَّذْ بِاَللَّهِ )
بِصِيغَةِ الْأَمْر ، أَرَادَ الْمُؤَلِّف الْإِمَام رَضِيَ اللَّه عَنْهُ بَيَان اِخْتِلَاف الْآخِذِينَ عَنْ عَبْد الْعَزِيز بْن صُهَيْب ، فَقَالَ : رَوَى حَمَّاد بْن زَيْد عَنْ عَبْد الْعَزِيز : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذ بِك مِنْ الْخُبُث وَالْخَبَائِث بِلَفْظِ الْمُضَارِع وَزِيَادَة " بِك " بِكَافِ الْخِطَاب قَبْلهَا بَاءٌ مُوَحَّدَة وَرَوَى عَبْد الْوَارِث عَنْ عَبْد الْعَزِيز @

الصفحة 22