كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

وَالذُّؤَابَة يُقَال : ضَفَرَتْ الشَّعْر ضَفْرًا مِنْ بَاب ضَرَبَ جَعَلَتْهُ ضَفَائِر كُلّ ضَفِيرَة عَلَى حِدَة بِثَلَاثِ طَاقَات فَمَا فَوْقهَا ، وَالضَّفِير بِغَيْرِ هَاء حَبْل مِنْ شَعْر كَذَا فِي الْمِصْبَاح . تَقُول أُمّ الْمُؤْمِنِينَ : إِنَّا نَغْسِل رُءُوسنَا خَمْسًا لِيَصِل الْمَاء إِلَى أُصُول الشَّعْر وَيَتَشَرَّب عَلَى وَجْه الْكَمَال . وَقَوْل عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا هَذَا ظَاهِره حُكْم الرَّفْع ، فَفِيهِ أَنَّ الْمَرْأَة تَغْسِل رَأْسهَا خَمْس مِرَار ، لَكِنْ الْحَدِيث ضَعِيف ، وَمَعَ ضَعْفه مُعَارِض لِحَدِيثِ أُمّ سَلَمَة الْآتِي فِي بَاب الْمَرْأَة تَنْقُض شَعْرهَا عِنْد الْغُسْل بِلَفْظِ : يَكْفِيك أَنْ تَحْثِي عَلَى رَأْسك ثَلَاث حَثَيَات مِنْ مَاء ثُمَّ تُفِيضِي عَلَى سَائِر جَسَدك . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ . وَجُمَيْع هَذَا بِضَمِّ الْجِيم وَفَتْح الْمِيم وَلَا يُحْتَجّ بِحَدِيثِهِ .
210 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( ثُمَّ اِتَّفَقَا )
: أَيْ سُلَيْمَان وَمُسَدَّد عَلَى رِوَايَتهمَا فَقَالَا
( وَقَالَ مُسَدَّد )
: وَحْده
( يُفْرِغ عَلَى شِمَاله )
: أَيْ يَصُبّ الْمَاء عَلَى يَده الْيُسْرَى وَيَغْسِل بِهَا فَرْجه كَمَا جَاءَ فِي رِوَايَة مُسْلِم
( وَرُبَّمَا كَنَتْ )
: أَيْ عَائِشَة
( عَنْ الْفَرْج )
: أَيْ اِسْمه وَذِكْره ، لِأَنَّ الْكِنَايَة أَبْلَغ مِنْ التَّصْرِيح .
وَالْكِنَايَة : كَلَام اِسْتَتَرَ الْمُرَاد مِنْهُ بِالِاسْتِعْمَالِ وَإِنْ كَانَ مَعْنَاهُ ظَاهِرًا فِي اللُّغَة سَوَاء كَانَ الْمُرَاد بِهِ الْحَقِيقَة أَوْ الْمَجَاز فَيَكُون تَرَدُّد فِيمَا أُرِيدَ بِهِ فَلَا بُدّ مِنْ النِّيَّة@

الصفحة 411