كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

الْجِدَار . وَكَانَ أَثَر يَده صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجِدَار الَّذِي دَلَّتْ عَلَيْهِ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا كَانَ مَوْجُودًا فِي ذَلِكَ الزَّمَان لِقُرْبِ عَهْده صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَرَادَتْ عَائِشَة أَنْ تُرِيَهُمْ أَثَر يَده صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَهَذَا مُرْسَلٌ الشَّعْبِيُّ لَمْ يَسْمَع مِنْ عَائِشَة .
213 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( غُسْلًا )
: بِضَمِّ الْغَيْن وَسُكُون السِّين هُوَ الْمَاء الَّذِي يُغْتَسَل بِهِ كَالْأَكْلِ لِمَا يُؤْكَل وَكَذَلِكَ الْغُسُول بِضَمِّ الْغَيْن وَالْمُغْتَسَل يُقَال لِمَاءِ الْغُسْل . قَالَ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى : { هَذَا مُغْتَسَل بَارِد وَشَرَاب } وَالْغُسْل بِالضَّمِّ اِسْم أَيْضًا مِنْ غَسَلْته غُسْلًا وَبِالْفَتْحِ مَصْدَر ، وَالْغِسْل بِالْكَسْرِ مَا يُغْسَل بِهِ الرَّأْس مِنْ خِطْمِيّ وَسِدْر وَنَحْوهمَا كَمَا صَرَّحَ بِهِ أَهْل اللُّغَة
( فَأَكْفَأَ )
: أَيْ أَمَالَ
( مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا )
: الشَّكّ مِنْ سُلَيْمَان الْأَعْمَش كَمَا أَخْرَجَ الْبُخَارِيّ مِنْ طَرِيق أَبِي عَوَانَة عَنْ الْأَعْمَش فَغَسَلَهَا مَرَّة أَوْ مَرَّتَيْنِ قَالَ سُلَيْمَان لَا أَدْرِي أَذَكَرَ الثَّالِثَة أَمْ لَا
( ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ الْأَرْض )
: فِيهِ دَلِيل عَلَى اِسْتِحْبَاب مَسْح الْيَد بِالتُّرَابِ مِنْ الْحَائِط أَوْ الْأَرْض
( ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ )
: قَالَ الْحَافِظ : فِيهِ دَلِيل عَلَى مَشْرُوعِيَّة الْمَضْمَضَة وَالِاسْتِنْشَاق فِي غُسْل الْجَنَابَة ، وَتَمَسَّكَ بِهِ الْحَنَفِيَّة لِلْقَوْلِ بِوُجُوبِهِمَا ، وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ الْفِعْل الْمُجَرَّد لَا يَدُلّ عَلَى الْوُجُوب إِلَّا إِذَا كَانَ بَيَانًا لِمُجْمَلٍ تَعَلَّقَ بِهِ الْوُجُوب ، وَلَيْسَ الْأَمْر هُنَا كَذَلِكَ قَالَهُ اِبْن دَقِيق الْعِيد .@

الصفحة 414