كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

فِعْل اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مِنْ غَسْله لِلْأَعْضَاءِ سَبْع مِرَار عَلَى مَا كَانَ الْأَمْر قَبْل ذَلِكَ كَمَا سَيَجِيءُ بَيَانه فِي الْحَدِيث الْآتِي ، ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ الْحُكْم
( ثُمَّ يَغْسِل فَرْجه )
: كَذَلِكَ سَبْع مِرَار
( فَنَسِيَ )
: اِبْن عَبَّاس
( مَرَّة كَمْ أَفْرَغَ )
: أَيْ عَلَى يَدَيْهِ أَوْ عَلَى فَرْجه أَوْ عَلَى أَيّ عُضْو مِنْ أَعْضَاء الْبَدَن مِنْ الْمَاء
( فَسَأَلَنِي )
. اِبْن عَبَّاس وَهَذِهِ مَقُولَة شُعْبَة
( كَمْ أَفْرَغْت )
: أَيْ أَفْرَغْت سَبْع مِرَار أَوْ أَقَلّ مِنْ ذَلِكَ
( فَقَالَ لَا أُمّ لَك )
: قَالَ الطِّيبِيُّ : لَا أُمّ لَك وَلَا أَب لَك ، هُوَ أَكْثَر مَا يُذْكَر فِي الْمَدْح ، أَيْ لَا كَافِيَ لَك غَيْر نَفْسك ، وَقَدْ يُذْكَر لِلذَّمِّ وَالتَّعَجُّب وَدَفْعًا لِلْعَيْنِ اِنْتَهَى . فَعَلَى الذَّمّ وَالسَّبَب يَكُون الْمَعْنَى : أَنْتَ لَقِيط لَا يُعْرَف لَك أُمّ فَأَنْتَ مَجْهُول
( وَمَا يَمْنَعك أَنْ تَدْرِي )
: أَيْ لِمَ لَمْ تَنْظُر إِلَيَّ حَتَّى تَعْلَم
( ثُمَّ يَقُول هَكَذَا كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَطَهَّر )
: الظَّاهِر مِنْ هَذَا الْحَدِيث أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْسِل أَعْضَاءَهُ فِي الْغُسْل سَبْع مِرَار ، لَكِنْ الْحَدِيث ضَعِيف ، فَهَذَا الْحَدِيث لَا يَسْتَطِيع الْمُعَارَضَة لِلْأَحَادِيثِ الصِّحَاح الَّتِي فِيهَا تَنْصِيص أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْسِل أَعْضَاءَهُ فِي الْغُسْل ثَلَاث مِرَار . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : شُعْبَة هَذَا هُوَ اِبْن عَبْد اللَّه ، وَيُقَال : أَبُو يَحْيَى مَوْلَى عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس مَدَنِيّ لَا يُحْتَجّ بِحَدِيثِهِ ، اِنْتَهَى .@

الصفحة 420