كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

الشَّيْخَانِ مِنْ طَرِيق مَنْصُور بْن صَفِيَّة عَنْ أُمّه عَنْ عَائِشَة وَلَمْ يَذْكُر مَنْصُور هَذِهِ الْجُمْلَة وَإِنَّمَا أَتَى بِهَا إِبْرَاهِيم بْن الْمُهَاجِر وَهُوَ لَيْسَ بِقَوِيٍّ ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم فِي الْمُتَابَعَات . وَالثَّانِي أَنَّهُ يُحْمَل حَدِيث أُمّ سَلَمَة عَلَى الرُّخْصَة وَحَدِيث أَسْمَاء بِنْت شَكَل عَلَى الْعَزِيمَة ، فَلَا مُنَافَاة وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم . وَالْبَسْط فِي غَايَة الْمَقْصُود .
تَعْلِيقُ الْحَافِظِ ابْنِ الْقَيِّمِ :
قَالَ الْحَافِظُ شَمْسُ الدِّينِ بْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّه :
وَهَذَا الْحَدِيث رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيث إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ ثَوْبَانَ . وَهَذَا إِسْنَاد شَامِيٌّ ، وَأَكْثَر أَئِمَّة الْحَدِيث يَقُول : حَدِيث إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ الشَّامِيِّينَ صَحِيح ، وَنَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
هُوَ بِكَسْرِ الْخَاء الْمُعْجَمَة الَّذِي يُغْسَل بِهِ الرَّأْس كَذَا لِلْجَوْهَرِيِّ . وَقَالَ الْأَزْهَرِيّ : هُوَ بِفَتْحِ الْخَاء وَمَنْ قَالَ خِطْمِيّ بِالْكَسْرِ فَقَدْ لَحَنَ قَالَهُ اِبْن رَسْلَان وَقَالَ الطِّيبِيُّ : هُوَ بِكَسْرِ خَاء نَبْت يُغْسَل بِهِ الرَّأْس .
223 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ رَجُل مِنْ بَنِي سُوَاءَة )
: بِضَمِّ السِّين عَلَى وَزْن خُرَافَة
( كَانَ يَغْسِل رَأْسه بِالْخِطْمِيِّ وَهُوَ جُنُب )
: أَيْ فِي حَال الْجَنَابَة
( يَجْتَزِئ بِذَلِكَ )
: قَالَ اِبْن رَسْلَان أَيْ إِنَّهُ كَانَ يَكْتَفِي بِالْمَاءِ الْمَخْلُوط بِهِ الْخِطْمِيّ الَّذِي يَغْسِل بِهِ وَيَنْوِي بِهِ غُسْل الْجَنَابَة وَلَا يَسْتَعْمِل بَعْده مَاء آخَر صَافٍ يَخُصّ بِهِ الْغُسْل ، وَهَذَا فِيمَا إِذَا وَضَعَ السِّدْر أَوْ الْخِطْمِيّ عَلَى الرَّأْس وَغَسَلَهُ بِهِ فَإِنَّهُ يَجْزِي ذَلِكَ وَلَا يَحْتَاج إِلَى أَنْ يَصُبّ عَلَيْهِ الْمَاء ثَانِيًا مُجَرَّدًا لِلْغُسْلِ . وَإِنَّمَا إِذَا طَرَحَ السِّدْر فِي الْمَاء ثُمَّ غَسَلَ بِهِ رَأْسه فَإِنَّهُ لَا يَجْزِيه ذَلِكَ بَلْ لَا بُدّ مِنْ الْمَاء الْقَرَاح بَعْده فَلْيُتَنَبَّهْ لِذَلِكَ لِئَلَّا يَلْتَبِس . وَيَحْتَمِل أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَسَلَ رَأْسه بِالْمَاءِ الصَّافِي قَبْل أَنْ يَغْسِلهُ بِالْخِطْمِيِّ فَارْتَفَعَتْ الْجَنَابَة عَنْ رَأْسه ثُمَّ يَغْسِل سَائِر الْأَعْضَاء @

الصفحة 437