كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

الْمُجَالَسَة وَالْمُلَابَسَة
( جَامِعُوهُنَّ فِي الْبُيُوت )
أَيْ خَالِطُوهُنَّ فِي الْبُيُوت بِالْمُجَالَسَةِ وَالْمُضَاجَعَة وَالْمُؤَاكَلَة وَالْمُشَارَبَة
( وَاصْنَعُوا كُلّ شَيْء )
مِنْ أَنْوَاع الِاسْتِمْتَاع كَالْمُبَاشَرَةِ فِيمَا فَوْق السُّرَّة وَتَحْت الرُّكْبَة بِالذَّكَرِ أَوْ الْقُبْلَة أَوْ الْمُعَانَقَة أَوْ اللَّمْس أَوْ غَيْر ذَلِكَ
( غَيْر النِّكَاح )
قَالَ الطِّيبِيُّ : إِنَّ الْمُرَاد بِالنِّكَاحِ الْجِمَاع إِطْلَاق لِاسْمِ السَّبَب بِاسْمِ الْمُسَبَّب ، لِأَنَّ عَقْد النِّكَاح سَبَب لِلْجِمَاعِ اِنْتَهَى . وَقَوْله : اِصْنَعُوا كُلّ شَيْء هُوَ تَفْسِير لِلْآيَةِ وَبَيَان لِاعْتَزِلُوا . فَإِنَّ الِاعْتِزَال شَامِل لِلْمُجَانَبَةِ عَنْ الْمُؤَاكَلَة وَالْمُصَاحَبَة وَالْمُجَامَعَة ، فَبَيَّنَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْمُرَاد بِالِاعْتِزَالِ تَرْك الْجِمَاع فَقَطْ لَا غَيْر ذَلِكَ
( فَقَالَتْ الْيَهُود مَا يُرِيد هَذَا الرَّجُل )
يَعْنُونَ بِهِ نَبِيّنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( أَنْ يَدَع )
مِنْ وَدَعَ أَيْ يَتْرُك
( إِلَّا خَالَفَنَا فِيهِ )
أَيْ فِي الْأَمْر الَّذِي نَفْعَلهُ
( فَجَاءَ أُسَيْد بْن حُضَيْر )
بِلَفْظِ التَّصْغِير
( وَعَبَّاد بْن بِشْر )
بِكَسْرِ الْبَاء وَسُكُون الشِّين وَهُمَا صَحَابِيَّانِ مَشْهُورَانِ
( تَقُول كَذَا وَكَذَا )
فِي ذِكْر مُخَالَفَتك إِيَّاهُمْ فِي مُؤَاكَلَة الْحَائِض وَمُشَارَبَتهَا وَمُصَاحَبَتهَا
( أَفَلَا نَنْكِحهُنَّ فِي الْمَحِيض )
أَيْ أَفَلَا نُبَاشِرهُنَّ بِالْوَطْءِ فِي الْفَرْج أَيْضًا ، لِكَيْ تَحْصُل الْمُخَالَفَة التَّامَّة مَعَهُمْ ، وَالِاسْتِفْهَام إِنْكَارِيّ
( فَتَمَعَّرَ )
كَتَغَيَّرَ وَزْنًا وَمَعْنًى . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ تَغَيَّرَ ، وَالْأَصْل فِي التَّمَعُّر : قِلَّة النَّضَارَة وَعَدَم إِشْرَاق اللَّوْن وَمِنْهُ مَكَان مَعِر وَهُوَ @

الصفحة 440