كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

أَوْ ظِلّهمْ لِمَا فِيهِ مِنْ إِيذَاء الْمُسْلِمِينَ بِتَنْجِيسِ مَنْ يَمُرّ بِهِ وَاسْتِقْذَاره .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم .
24 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَحَدِيثه )
: أَيْ حَدِيث عُمَر بْن الْخَطَّاب
( أَتَمُّ )
: مِنْ إِسْحَاق
( حَدَّثَهُ )
: أَيْ حَدَّثَ أَبُو سَعِيد حَيْوَة بْن شُرَيْح
( الْمَلَاعِن )
: جَمْع مَلْعَنَة وَهِيَ مَوَاضِع اللَّعْن
( الْمَوَارِد )
: الْمُرَاد بِالْمَوَارِدِ الْمَجَارِي وَالطُّرُق إِلَى الْمَاء وَاحِدهَا مَوْرِد ، يُقَال وَرَدْت الْمَاء إِذَا حَضَرْته لِتَشْرَب ، وَالْوِرْد الْمَاء الَّذِي تَرِد عَلَيْهِ
( وَقَارِعَة الطَّرِيق )
: أَيْ الطَّرِيقَة الَّتِي يَقْرَعهَا النَّاس بِأَرْجُلِهِمْ وَنِعَالهمْ ، أَيْ يَدُقُّونَهَا وَيَمُرُّونَ عَلَيْهَا ، فَهَذِهِ إِضَافَة الصِّفَة إِلَى الْمَوْصُوف ، أَيْ الطَّرِيقَة الْمَقْرُوعَة وَهِيَ وَسَط الطَّرِيق
( وَالظِّلّ )
: أَيْ ظِلّ الشَّجَرَة وَغَيْرهَا مِمَّا تَقَدَّمَ .
وَاعْلَمْ أَنَّ الْمُؤَلِّف أَوْرَدَ فِي هَذَا الْبَاب حَدِيثَيْنِ : الْأَوَّل فِي النَّهْي عَنْ التَّخَلِّي فِي طَرِيق النَّاس ، وَقَدْ عَلِمْت أَنَّ الْمُرَاد بِالتَّخَلِّي التَّفَرُّد لِقَضَاءِ الْحَاجَة غَائِطًا أَوْ بَوْلًا ، وَالثَّانِي فِي النَّهْي عَنْ الْبَرَاز ، وَأَنْتَ تَعْلَم أَنَّ الْبَرَاز اِسْم لِلْفَضَاءِ الْوَاسِع مِنْ الْأَرْض ، وَكَنَّوْا بِهِ عَنْ حَاجَة الْإِنْسَان ، يُقَال : تَبَرَّزَ الرَّجُل إِذَا تَغَوَّطَ ، فَإِنَّهُ وَإِنْ كَانَ اِسْمًا لِلْغَائِطِ لَكِنْ يُلْحَق بِهِ الْبَوْلُ .
قُلْت : إِيرَاد الْحَدِيثَيْنِ لَا يَخْلُو عَنْ تُكَلُّفٍ ، وَاَللَّه أَعْلَمُ ، وَعِلْمُهُ أَتَمُّ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ .@

الصفحة 48