كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

صَلَاة فِي حَدِيث الْمُسْتَحَاضَة . وَحَاصِله أَنَّ حَبِيب بْن أَبِي ثَابِت خَالَفَ الزُّهْرِيّ لِأَنَّهُ ذَكَرَ فِي رِوَايَته عَنْ عُرْوَة عَنْ عَائِشَة الِاغْتِسَال لِكُلِّ صَلَاة ، وَذَكَرَ حَبِيب فِي رِوَايَته عَنْ عُرْوَة عَنْ عَائِشَة الْوُضُوء لِكُلِّ صَلَاة . وَهَذَا الْوَجْه الثَّانِي قَدْ زَيَّفَهُ الْخَطَّابِيُّ فَقَالَ فِي الْمَعَالِم : رِوَايَة الزُّهْرِيّ لَا تَدُلّ عَلَى ضَعْف حَدِيث حَبِيب بْن أَبِي ثَابِت لِأَنَّ الِاغْتِسَال فِي حَدِيث مُضَاف إِلَى فِعْلهَا ، وَقَدْ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون ذَلِكَ اِخْتِيَارًا مِنْهَا ، وَأَمَّا الْوُضُوء لِكُلِّ صَلَاة فِي حَدِيث حَبِيب فَهُوَ مَرْوِيّ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضَاف إِلَيْهِ وَإِلَى أَمْره إِيَّاهَا بِذَلِكَ . وَالْوَاجِب هُوَ الَّذِي شَرَعَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِهِ دُون مَا فَعَلَتْهُ وَأَتَتْهُ مِنْ ذَلِكَ . اِنْتَهَى كَلَامه . قُلْت : وَالْأَمْر كَمَا قَالَ الْخَطَّابِيُّ .
( عَنْ عَائِشَة تَوَضَّأَ لِكُلِّ صَلَاة )
: أَيْ رُوِيَ عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَابْن عَبَّاس وَعَائِشَة كُلّ وَاحِد مِنْهُمْ أَنَّ الْمُسْتَحَاضَة تَتَوَضَّأ لِكُلِّ صَلَاة
( وَهَذِهِ الْأَحَادِيث كُلّهَا ضَعِيفَة )
: وَاعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ ذَكَرَ الْمُؤَلِّف رَحِمَهُ اللَّه فِي هَذَا الْبَاب تِسْع رِوَايَات ، ثَلَاث مِنْهَا مَرْفُوعَة . حَدِيث أَبِي الْيَقْظَان عَنْ عَدِيّ بْن ثَابِت عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه . وَحَدِيث الْأَعْمَش عَنْ حَبِيب بْن أَبِي ثَابِت . وَحَدِيث اِبْن شُبْرُمَة عَنْ اِمْرَأَة مَسْرُوق . وَسِت مِنْهَا مَوْقُوفَة أَثَرُ أُمّ كُلْثُوم عَنْ عَائِشَة وَأَثَر عَدِيّ @

الصفحة 492