كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

30 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( الْمِصِّيصِيّ )
: بِكَسْرِ الْمِيم وَشِدَّة الصَّاد الْمُهْمَلَة نِسْبَة إِلَى مَصِّيصَة : بَلَد بِالشَّامِ
( الْإِفْرِيقِيّ )
: بِكَسْرِ الْهَمْزَة وَالرَّاء بَيْنهمَا فَاء سَاكِنَة مَنْسُوب إِلَى إِفْرِيقِيَّة وَهِيَ بِلَاد وَاسِعَة قُبَالَة الْأَنْدَلُس
( كَانَ يَجْعَل يَمِينه لِطَعَامِهِ وَشَرَابه )
: أَيْ كَانَ يَجْعَل يَده الْيُمْنَى لَهُمَا
( وَثِيَابه )
: أَيْ لِلُبْسِ ثِيَابه أَوْ تَنَاوُلِهَا
( وَيَجْعَل شِمَاله لِمَا سِوَى ذَلِكَ )
: الْمَذْكُور مِنْ الطَّعَام وَالشَّرَاب وَالثِّيَاب .
قَالَ النَّوَوِيّ : هَذِهِ قَاعِدَة مُسْتَمِرَّة فِي الشَّرْع وَهِيَ أَنَّ مَا كَانَ مِنْ بَاب التَّكْرِيم وَالتَّشْرِيف كَلُبْسِ الثَّوْب وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ ، وَدُخُول الْمَسْجِد ، وَالسِّوَاك ، وَالِاكْتِحَال ، وَتَقْلِيم الْأَظْفَار ، وَقَصّ الشَّارِب ، وَتَرْجِيل الشَّعْر ، وَنَتْف الْإِبِط ، وَحَلْق الرَّأْس ، وَالسَّلَام مِنْ الصَّلَاة ، وَغَسْل أَعْضَاء الطَّهَارَة ، وَالْخُرُوج مِنْ الْخَلَاء ، وَالْأَكْل وَالشُّرْب وَالْمُصَافَحَة ، وَاسْتِلَام الْحَجَر الْأَسْوَد وَغَيْر ذَلِكَ ، وَمِمَّا هُوَ فِي مَعْنَاهُ يُسْتَحَبّ التَّيَامُن فِيهِ .
وَأَمَّا مَا كَانَ بِضِدِّهِ ، كَدُخُولِ الْخَلَاء ، وَالْخُرُوج مِنْ الْمَسْجِد ، وَالِامْتِخَاط وَالِاسْتِنْجَاء وَخَلْع الثَّوْب وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ ، فَيُسْتَحَبّ التَّيَاسُر فِيهِ ، وَذَلِكَ كُلّه لِكَرَامَةِ الْيَمِين وَشَرَفهَا .@

الصفحة 54