كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

فِي الْيُسْرَى لِيَكُونَ الْمَجْمُوع وِتْرًا ، وَالتَّثْلِيث عُلِمَ مِنْ فِعْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَتْ لَهُ مُكْحُلَة يَكْتَحِل مِنْهَا كُلّ لَيْلَة ، ثَلَاثَة فِي هَذِهِ وَثَلَاثَة فِي هَذِهِ .
كَذَا فِي الْمِرْقَاة شَرْح الْمِشْكَاة
( مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ )
: أَيْ فَعَلَ فِعْلًا حَسَنًا يُثَاب عَلَيْهِ لِأَنَّهُ سُنَّة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِأَنَّهُ تَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِ اللَّه تَعَالَى ، فَإِنَّ اللَّه وِتْر يُحِبُّ الْوِتْرَ
( وَمَنْ لَا )
: أَيْ لَا يَفْعَل الْوِتْر
( فَلَا حَرَج )
: أَيْ لَا إِثْم عَلَيْهِ
( وَمَنْ اِسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ )
: الِاسْتِجْمَار الِاسْتِنْجَاء بِالْجِمَارِ وَهِيَ الْحِجَارَة الصِّغَار ، أَيْ فَلْيَجْعَلْ حِجَارَة الِاسْتِنْجَاء وِتْرًا وَاحِدًا أَوْ ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا
( فَلَا حَرَج )
: إِذْ الْمَقْصُود الْإِنْقَاء
( أَكَلَ )
: شَيْئًا
( فَمَا تَخَلَّلَ )
: مَا شَرْطِيَّة وَالْجَزَاء فَلْيَلْفِظْ ، أَيْ مَا أَخْرَجَهُ مِنْ الْأَسْنَان بِالْخِلَالِ
( فَلْيَلْفِظْ )
: بِكَسْرِ الْفَاء : فَلْيُلْقِ وَلْيَرْمِ وَلْيَطْرَحْ مَا يُخْرِجهُ مِنْ الْخِلَال مِنْ بَيْن أَسْنَانه لِأَنَّهُ رُبَّمَا يَخْرُج بِهِ دَم
( وَمَا لَاكَ بِلِسَانِهِ )
: عَطْف عَلَى مَا تَخَلَّلَ ، أَيْ مَا أَخْرَجَهُ بِلِسَانِهِ وَاللَّوْك إِدَارَة الشَّيْء بِلِسَانِهِ فِي الْفَم ، يُقَال لَاكَ يَلُوك
( فَلْيَبْتَلِعْ )
: أَيْ فَلْيَأْكُلْهُ وَإِنْ تَيَقَّنَ بِالدَّمِ حَرُمَ أَكْله
( مَنْ فَعَلَ )
: أَيْ رَمَى وَطَرَحَ مَا أَخْرَجَهُ مِنْ الْأَسْنَان بِالْخِلَالِ
( وَمَنْ لَا )
: أَيْ لَمْ يَلْفِظهُ بَلْ أَكَلَهُ عَلَى تَقْدِير عَدَم خُرُوج الدَّم
( فَلَا حَرَج )
: فِي ذَلِكَ
( فَلْيَسْتَتِرْ )
: بِشَيْءٍ مِنْ الْأَشْيَاء السَّاتِرَة
( فَإِنْ لَمْ يَجِد )
: شَيْئًا لِيَسْتُرهُ
( كَثِيبًا )
: الْكَثِيب هُوَ مَا يَرْتَفِع مِنْ الرَّمْل
( مِنْ رَمْل )
: بَيَان كَثِيب
( فَلْيَسْتَدْبِرْهُ )
: أَيْ فَلْيَجْمَعهُ وَلْيُوَلِّهِ دُبُره
( فَإِنَّ الشَّيْطَان يَلْعَب بِمَقَاعِد بَنِي آدَم )
: قَالَ الْعِرَاقِيّ : الْمَقَاعِد جَمْع مَقْعَدَة وَهِيَ تُطْلَق عَلَى شَيْئَيْنِ : أَحَدهمَا فِي السَّافِلَة ، أَيْ أَسْفَلِ الْبَدَنِ ، وَالثَّانِي مَوْضِع الْقُعُود ، وَكُلّ مِنْ الْمَعْنَيَيْنِ هَاهُنَا مُحْتَمَل ، أَيْ إِنَّ الشَّيْطَان يَلْعَب بِأَسَافِل بَنِي آدَم@

الصفحة 56