كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَة " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَلَمَّا اِسْتَنْجَى دَلَكَ يَده بِالْأَرْضِ " اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
بِكَسْرِ السِّين الْمُهْمَلَة ، وَالسِّوَاك : مَا تُدْلَك بِهِ الْأَسْنَان مِنْ الْعِيدَانِ مِنْ سَاكَ فَاهُ يَسُوكهُ إِذَا دَلَكَهُ بِالسِّوَاكِ ، فَإِذَا لَمْ تَذْكُر الْفَم قُلْت اسْتَاكَ ، وَهُوَ يُطْلَق عَلَى الْفِعْل وَالْآلَة ، وَالْأَوَّل هُوَ الْمُرَاد هَاهُنَا وَجَمْعه سُوُك كَكُتُبٍ .
قَالَ النَّوَوِيّ : يُسْتَحَبّ أَنْ يُسْتَاك بِعُودٍ مِنْ أَرَاك ، وَيُسْتَحَبّ أَنْ يُبْدَأ بِالْجَانِبِ الْأَيْمَن مِنْ فَمه عَرْضًا لَا طُولًا لِئَلَّا يُدْمِي لَحْم أَسْنَانه .
قَالَ الْحَافِظ : وَأَمَّا الْأَسْنَان فَالْأَحَبّ فِيهَا أَنْ يَكُون عَرْضًا ، وَفِيهِ حَدِيث مُرْسَل عِنْد أَبِي دَاوُدَ ، وَلَهُ شَاهِد مَوْصُول عِنْد الْعُقَيْلِيّ .
42 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( يَرْفَعهُ )
: هَذِهِ مَقُولَة الْأَعْرَج ، أَيْ يَقُول الْأَعْرَج : يَرْفَع أَبُو هُرَيْرَة هَذَا الْحَدِيث إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهَذِهِ صِيغَة يُكْنَى بِهَا عَنْ صَرِيح الرَّفْع فَهُوَ أَيْضًا مِنْ أَقْسَام الْمَرْفُوع الْحُكْمِيّ كَقَوْلِ التَّابِعِيّ عَنْ الصَّحَابِيّ يَرْفَع الْحَدِيث صَرَّحَ بِذَلِكَ الْحَافِظ .
وَفِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ رِوَايَة الْأَعْرَج عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( قَالَ )
: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( لَوْلَا )
: مَخَافَة
( أَنْ أَشُقَّ )
: مَصْدَرِيَّة فِي مَحَلّ الرَّفْع عَلَى الِابْتِدَاء وَالْخَبَر مَحْذُوف وُجُوبًا ، أَيْ لَوْلَا الْمَشَقَّة مَوْجُود
( بِتَأْخِيرِ الْعِشَاء )
: إِلَى ثُلُث اللَّيْل كَمَا فِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ وَأَحْمَدَ مِنْ حَدِيث @

الصفحة 69