كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

الرَّائِحَة .
وَقَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد : مَنْ نَظَرَ إِلَى اللَّفْظ وَقَفَ مَعَ النَّتْف وَمَنْ نَظَرَ إِلَى الْمَعْنَى أَجَازَهُ بِكُلِّ مُزِيل
( وَحَلْق الْعَانَة )
: قَالَ النَّوَوِيّ : الْمُرَاد بِالْعَانَةِ الشَّعْر الَّذِي فَوْق ذَكَر الرَّجُل وَحَوَالَيْهِ وَكَذَا الشَّعْر الَّذِي حَوَالَيْ فَرْج الْمَرْأَة ، وَنُقِلَ عَنْ أَبِي الْعَبَّاس بْن سُرَيْج : أَنَّهُ الشَّعْر النَّابِت حَوْل حَلْقَة الدُّبُر ، فَتَحَصَّلَ عَنْ مَجْمُوع هَذَا اِسْتِحْبَاب حَلْق جَمِيع مَا عَلَى الْقُبُل وَالدُّبُر وَحَوْلهمَا ، لَكِنْ قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد قَالَ أَهْل اللُّغَة : الْعَانَة : الشَّعْر النَّابِت عَلَى الْفَرْج ، وَقِيلَ هُوَ مَنْبَت الشَّعْر ، فَكَأَنَّ الَّذِي ذَهَبَ إِلَى اِسْتِحْبَاب حَلْق مَا حَوْل الدُّبُر ذَكَرَهُ بِطَرِيقِ الْقِيَاس .
قَالَ : وَالْأَوْلَى فِي إِزَالَة الشَّعْر هَاهُنَا الْحَلْق اِتِّبَاعًا
( يَعْنِي الِاسْتِنْجَاء بِالْمَاءِ )
: هَذَا التَّفْسِير مِنْ وَكِيع كَمَا بَيَّنَهُ قُتَيْبَة فِي رِوَايَة مُسْلِم : فَسَّرَهُ وَكِيع وَالِاسْتِنْجَاء .
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَغَيْره : اِنْتِقَاص الْبَوْل بِاسْتِعْمَالِ الْمَاء فِي غَسْل الْمَذَاكِير .
قَالَ النَّوَوِيّ اِنْتِقَاص بِالْقَافِ وَالصَّاد : هُوَ الِانْتِضَاح ، وَقَدْ جَاءَ فِي رِوَايَة الِانْتِضَاح بَدَل اِنْتِقَاص الْمَاء .
قَالَ الْجُمْهُور : الِانْتِضَاح : نَضْح الْفَرْج بِمَاءٍ قَلِيل بَعْد الْوُضُوء لِيَنْفِيَ عَنْهُ الْوَسْوَاس .
اِنْتَهَى .
وَقَالَ فِي الْقَامُوس : الِانْتِقَاص بِالْفَاءِ : رَشّ الْمَاء مِنْ خَلَل الْأَصَابِع عَلَى الذَّكَر ، وَالِانْتِقَاص بِالْقَافِ : مِثْله ، وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ فِي الْمَاء خَاصِّيَّة قَطْع الْبَوْل
( أَنْ تَكُون )
: الْعَاشِرَة
( الْمَضْمَضَة )
: فَهَذَا شَكّ مِنْ مُصْعَب فِي الْعَاشِرَة ، لَكِنْ قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : وَلَعَلَّهَا الْخِتَان الْمَذْكُور مَعَ الْخَمْسِ .
قَالَ النَّوَوِيّ : وَهُوَ أَوْلَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : هَذَا حَدِيث حَسَن .@

الصفحة 81