كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 1)

وَمِنْ ذَلِكَ الْوَجْه أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ مُطَوَّلًا وَمُخْتَصَرًا .
اِنْتَهَى .
( قَالَ )
: أَيْ شُرَيْح
( بِأَيِّ شَيْء كَانَ يَبْدَأ )
: مِنْ الْأَفْعَال
( بِالسِّوَاكِ )
: فِيهِ بَيَان فَضِيلَة السِّوَاك فِي جَمِيع الْأَوْقَات وَشِدَّة الِاهْتِمَام بِهِ ، وَتَكْرَاره لِعَدَمِ تَقْيِيده بِوَقْتِ الصَّلَاةِ وَالْوُضُوء .
وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَة إِلَّا الْبُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ .
وَاعْلَمْ أَنَّ هَذَا الْحَدِيث لَيْسَ فِي عَامَّة النُّسَخ ، وَكَذَا لَيْسَ فِي مُخْتَصَر الْمُنْذِرِيِّ وَلَا الْخَطَّابِيّ ، وَإِنَّمَا وُجِدَ فِي بَعْض النُّسَخ الْمَطْبُوعَة ، فَفِي بَعْضهَا فِي هَذَا الْبَاب ، أَيْ فِي بَاب السِّوَاك لِمَنْ قَامَ بِاللَّيْلِ ، وَفِي بَعْضهَا فِي بَاب الرَّجُل يَسْتَاك بِسِوَاك غَيْره ، وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ لَا يُطَابِق الْحَدِيث تَرْجَمَة الْبَابَيْنِ فَرَجَعْت إِلَى جَامِع الْأُصُول لِلْحَافِظِ اِبْن الْأَثِير فَلَمْ أَجِد هَذَا الْحَدِيث فِيهِ مِنْ رِوَايَة أَبِي دَاوُدَ بَلْ فِيهِ مِنْ رِوَايَة مُسْلِم ، وَأَمَّا الْإِمَام اِبْن تَيْمِيَة فَنَسَبَهُ فِي الْمُنْتَقَى إِلَى الْجَمَاعَة إِلَّا الْبُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ ، وَكَذَا الشَّيْخ كَمَال الدِّين الدَّمِيرِيّ فِي دِيبَاجَة حَاشِيَة اِبْن مَاجَهْ نَسَبَهُ إِلَى اِبْن مَاجَهْ وَغَيْره ، فَازْدَادَ إِشْكَالًا ، ثُمَّ مَنَّ اللَّه عَلَيَّ بِمُطَالَعَةِ تُحْفَة الْأَشْرَاف بِمَعْرِفَةِ الْأَطْرَاف لِلْحَافِظِ جَمَال الدِّين الْمِزِّيّ ، فَرَأَيْته أَنَّهُ نَسَبَهُ إِلَى مُسْلِم وَأَبِي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ وَابْن مَاجَهْ ، وَقَالَ حَدِيث أَبِي دَاوُدَ فِي رِوَايَة أَبِي بَكْر بْن دَاسَّة .
اِنْتَهَى .
فَعُلِمَ أَنَّ وَجْه عَدَم مُطَابَقَة الْحَدِيث تَرْجَمَة الْبَابَيْنِ هُوَ أَنَّ الْحَدِيث لَيْسَ فِي رِوَايَة اللُّؤْلُؤِيّ أَصْلًا ، وَإِنَّمَا دَرَجَهُ النَّاسِخ فِيهَا مِنْ رِوَايَة اِبْن دَاسَّة فَخَلَطَ وَاَللَّه أَعْلَمُ .
وَيُمْكِن أَنْ يُقَال فِي وَجْه الْمُنَاسَبَة إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَسْتَاك عِنْد دُخُوله الْبَيْت بِغَيْرِ تَقْيِيد بِوَقْتِ الصَّلَاة وَالْوُضُوء فَبِالْأَوْلَى أَنْ يَسْتَاك إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْل لِلصَّلَاةِ .@

الصفحة 86