كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

وَأَنَّ كُلّ مَنْ هُوَ أَزْكَى كَانَ زَوَال حُجُبه أَسْرَع
( فَفَزِعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: بِكَسْرِ الزَّاي الْمُعْجَمَة وَعَيْن مُهْمَلَة أَيْ مِنْ اِسْتِيقَاظه وَقَدْ فَاتَتْهُ الصُّبْح . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ اِنْتَبَهَ مِنْ نَوْمه ، يُقَال فَزَّعْت الرَّجُل مِنْ نَوْمه إِذَا أَيْقَظَتْهُ فَفَزِعَ أَيْ نَبَّهْته فَانْتَبَهَ
( فَقَالَ يَا بِلَال )
: وَالْعِتَاب مَحْذُوف أَوْ مُقَدَّر ، أَيْ لِمَ نِمْت حَتَّى فَاتَتْنَا الصَّلَاة
( فَقَالَ )
: أَيْ بِلَال مُعْتَذِرًا
( أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِنَفْسِك )
: أَيْ كَمَا تَوَفَّاك اللَّه فِي النَّوْم تَوَفَّانِي ، أَوْ يُقَال مَعْنَاهُ غَلَبَ عَلَى نَفْسِي مَا غَلَبَ عَلَى نَفْسك مِنْ النَّوْم أَيْ كَانَ نَوْمِي بِطَرِيقِ الِاضْطِرَار دُون الِاخْتِيَار لِيَصِحّ الِاعْتِذَار
( فَاقْتَادُوا )
: مَاضٍ أَيْ سَاقُوا
( رَوَاحِلهمْ شَيْئًا )
: يَسِيرًا مِنْ الزَّمَان أَوْ اِقْتِيَادًا قَلِيلًا مِنْ الْمَكَان يَعْنِي قَالَ أَذْهِبُوا رَوَاحِلكُمْ فَذَهَبُوا بِهَا مِنْ ثَمَّةَ مَسَافَة قَلِيلَة
( وَأَمَرَ بِلَالًا فَأَقَامَ لَهُمْ الصَّلَاة )
: فِيهِ أَنَّهُ اِقْتَصَرَ عَلَى الْإِقَامَة وَلَمْ يَأْمُر بِالْأَذَانِ ، وَسَيَجِيءُ تَحْقِيقه فِي الْحَدِيث الْآتِي
( وَصَلَّى لَهُمْ الصُّبْح )
: أَيْ قَضَاء
( قَالَ مَنْ نَسِيَ صَلَاة )
: وَفِي مَعْنَى النِّسْيَان النَّوْم أَوْ مَنْ تَرَكَهَا بِنَوْمٍ أَوْ نِسْيَان
( فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرهَا )
: فَإِنَّ فِي التَّأْخِير آفَات . وَظَاهِر هَذَا الْحَدِيث يُوجِب التَّرْتِيب بَيْن الْفَائِتَة وَالْأَدَائِيَّة
( أَقِمْ الصَّلَاةَ لِلذِّكْرَى )
: بِالْأَلْفِ وَاللَّام وَفَتْح الرَّاء بَعْدهَا أَلِف مَقْصُورَة ، وَوَزْنهَا فِعْلَى مَصْدَر مِنْ ذَكَرَ يَذْكُر
( قَالَ يُونُس وَكَانَ اِبْن شِهَاب يَقْرَؤُهَا كَذَلِكَ )
: أَيْ@

الصفحة 104