كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

جَيْش غَزْوَة مُؤْتَة بِضَمِّ الْمِيم وَسُكُون الْوَاو بِغَيْرِ هَمْزَة وَحُكِيَ بِالْهَمْزَةِ أَيْضًا وَهِيَ مِنْ عَمَل الْبَلْقَاء ، مَدِينَة مَعْرُوفَة بِالشَّامِ دُون دِمَشْق ، وَتَسْمِيَتهَا غَزْوَة جَيْش الْأُمَرَاء لِكَثْرَةِ جَيْش الْمُسْلِمِينَ فِيهَا وَمَا لَاقَوْهُ مِنْ الْحَرْب الشَّدِيد مَعَ الْكُفَّار ، وَهَكَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَة أَنَّ لَيْلَة التَّعْرِيس وَقَعَتْ فِي سَرِيَّة مُؤْتَةَ ، وَالصَّحِيح أَنَّهَا كَانَتْ فِي الرُّجُوع مِنْ غَزْوَة خَيْبَر
( طَالِعَة )
: بِنَصْبِهِ حَالًا
( وَهِلِينَ )
: بِفَتْحِ الْوَاو وَكَسْر الْهَاء يَعْنِي فَزِعِينَ ، يَقُول وَهِلَ الرَّجُل يَوْهَل إِذَا كَانَ قَدْ فَزِعَ لِشَيْءٍ يُصِيبهُ
( حَتَّى إِذَا تَعَالَتْ الشَّمْس )
: بِالْعَيْنِ وَرُوِيَ بِالْقَافِ أَيْضًا . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَى قَوْله تَقَالَّتْ اِسْتِقْلَالهَا فِي السَّمَاء وَارْتِفَاعهَا إِنْ كَانَتْ الرِّوَايَة هَكَذَا ، يَعْنِي بِالْقَافِ وَتَشْدِيد اللَّام ، وَهُوَ فِي سَائِر الرِّوَايَات تَعَالَتْ بِعَيْنِ وَخِفَّة لَام ، وَوَزْنه تَفَاعَلَتْ مِنْ الْعُلُوّ
( قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: لِأَصْحَابِهِ الْحَاضِرِينَ
( مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَرْكَع )
: أَيْ يُصَلِّي
( رَكْعَتَيْ الْفَجْر )
: قَبْل تِلْكَ الْوَاقِعَة فِي الْحَضَر
( فَلْيَرْكَعْهُمَا )
: الْآن أَيْضًا
( فَقَامَ )
: بَعْد أَمْره صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( مَنْ )
: كَانَ مِنْ الصَّحَابَة
( يَرْكَعهُمَا )
: قَبْل ذَلِكَ فِي الْحَضَر
( وَ ) كَذَا قَامَ لِأَدَاءِ رَكْعَتَيْ الصُّبْح ( مَنْ لَمْ يَكُنْ يَرْكَعهُمَا )
فِي الْحَضَر ، فَقَامُوا كُلّهمْ جَمِيعًا وَرَكَعُوا رَكْعَتَيْ الْفَجْر ، فَعُلِمَ بِهَذَا التَّفْسِير أَنَّ الصَّحَابَة كُلّهمْ لَمْ يَكُونُوا يُصَلُّونَ رَكْعَتَيْ الْفَجْر فِي الْحَضَر ، وَبِهِ فَسَّرَ الْحَدِيث شَيْخ مَشَايِخنَا الْعَلَامَة الْمُتْقِن النِّحْرِير الَّذِي لَمْ تَرَ مِثْله الْعُيُون الْحَافِظ الْحَاجّ الْغَازِي مُحَمَّد إِسْمَاعِيل الشَّهِيد 00 الدَّهْلَوِيُّ فِي الرِّسَالَة الْمُبَارَكَة الْمُسَمَّاة : بِتَنْوِيرِ الْعَيْنَيْنِ @

الصفحة 110