كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

اِفْعَلُوا كَمَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ )
: وَفِي رِوَايَة لِمُسْلِمٍ وَأَحْمَد : فَصَنَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَع كُلّ يَوْم فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ صِفَة قَضَاء الْفَائِتَة كَصِفَةِ أَدَائِهَا ، فَيُؤْخَذ مِنْهُ أَنَّهُ يَجْهَر فِي الصُّبْح الْمَقْضِيَّة بَعْد طُلُوع الشَّمْس . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ .
378 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( مَا )
: نَافِيَة
( أُمِرْت )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول
( بِتَشْيِيدِ الْمَسَاجِد )
: قَالَ الْخَطَّابِيُّ : التَّشْيِيد رَفْع الْبِنَاء وَتَطْوِيله
( قَالَ اِبْن عَبَّاس )
: هَكَذَا رَوَاهُ اِبْن حِبَّان مَوْقُوفًا ، وَقَبْله أَيْضًا حَدِيث اِبْن عَبَّاس لَكِنَّهُ مَرْفُوع . وَظَنَّ الطِّيبِيُّ فِي شَرْح الْمِشْكَاة أَنَّهُمَا حَدِيث وَاحِد . قَالَهُ الشَّوْكَانِيُّ فِي النَّيْل
( لَتُزَخْرِفُنَّهَا )
: بِفَتْحِ اللَّام وَهِيَ لَامَ الْقَسَم وَبِضَمِّ الْمُثَنَّاة وَفَتْح الزَّاي وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَضَمّ الْفَاء وَتَشْدِيد النُّون وَهِيَ نُون التَّأْكِيد . وَالزَّخْرَفَة الزِّينَة ، وَأَصْل الزُّخْرُف الذَّهَب ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي كُلّ مَا يُتَزَيَّن بِهِ . قَالَهُ عَلِيّ الْقَارِي . وَقَالَ الْحَافِظ : وَهَذَا يَعْنِي فَتْح اللَّام هُوَ الْمُعْتَمَد . اِنْتَهَى . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَى قَوْله لَتُزَخْرِفُنَّهَا : لَتُزَيِّنُنَّهَا . أَصْل الزُّخْرُف الذَّهَب يُرِيد تَمْوِيه الْمَسَاجِد بِالذَّهَبِ وَنَحْوه ، وَمِنْهُ قَوْلهمْ : زَخْرَفَ الرَّجُل كَلَامه إِذَا مَوَّهَهُ وَزَيَّنَهُ بِالْبَاطِلِ . وَالْمَعْنَى أَنَّ الْيَهُود وَالنَّصَارَى إِنَّمَا زَخْرَفُوا الْمَسَاجِد عِنْدَمَا حَرَّفُوا وَبَدَّلُوا وَتَرَكُوا الْعَمَل بِمَا فِي كُتُبهمْ ، يَقُول : فَأَنْتُمْ تَصِيرُونَ إِلَى مِثْل حَالهَا إِذَا طَلَبْتُمْ الدُّنْيَا بِالدِّينِ وَتَرَكْتُمْ الْإِخْلَاص فِي الْعَمَل @

الصفحة 117