كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

مَلِيء بِالرَّأْيِ وَالْغَنَاء وَالْمَلَأ الْجَمَاعَة وَالْجَمْع أَمْلَاء
( حَتَّى أَلْقَى )
: أَيْ حَتَّى أَلْقَى رَحْله وَالْمَفْعُول مَحْذُوف ، يُقَال أَلْقَيْت الشَّيْء إِذَا طَرَحْته
( بِفِنَاءِ أَبِي أَيُّوب )
: أَيْ بِفِنَاءِ دَار أَبِي أَيُّوب . الْفِنَاء بِكَسْرِ الْفَاء سَعَة أَمَام الدَّار وَالْجَمْع أَفْنِيَة . وَاسْم أَبِي أَيُّوب خَالِد بْن زَيْد الْأَنْصَارِيّ . قَالَ الْحَافِظ وَالْفِنَاء النَّاحِيَة الْمُتَّسِعَة أَمَام الدَّار
( فِي مَرَابِض الْغَنَم )
: أَيْ أَمَاكِنهَا وَهُوَ بِالْمُوَحَّدَةِ وَالضَّاد الْمُعْجَمَة جَمْع مِرْبَض بِكَسْرِ الْمِيم
( وَإِنَّهُ أَمَرَ )
. بِكَسْرِ الْهَمْزَة فِي إِنَّ لِأَنَّهُ كَلَام مُسْتَقِلّ بِذَاتِهِ أَيْ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِبِنَاءِ الْمَسْجِد ، وَيُرْوَى أُمِرَ عَلَى بِنَاء الْمَفْعُول فَعَلَى هَذَا يَكُون الضَّمِير فِي إِنَّهُ لِلشَّأْنِ
( ثَامِنُونِي )
: أَيْ بِيعُونِيهِ بِالثَّمَنِ . قَالَ الْحَافِظ : هُوَ بِالْمُثَلَّثَةِ ، أَيْ اُذْكُرُوا لِي ثَمَنه لِأَذْكُر لَكُمْ الثَّمَن الَّذِي أَخْتَارهُ . قَالَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيل الْمُسَاوَمَة : فَكَأَنَّهُ قَالَ : سَاوِمُونِي فِي الثَّمَن
( بِحَائِطِكُمْ هَذَا )
: الْحَائِط هَاهُنَا الْبُسْتَان يَدُلّ عَلَيْهِ قَوْله وَفِيهِ نَخْل وَبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ
( لَا نَطْلُب ثَمَنه إِلَّا إِلَى اللَّه )
: قَالَ الْحَافِظ : تَقْدِيره لَا نَطْلُب الثَّمَن لَكِنْ الْأَمْر فِيهِ إِلَى اللَّه أَوْ إِلَى بِمَعْنَى مِنْ ، وَكَذَا عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ لَا نَطْلُب ثَمَنه إِلَّا مِنْ اللَّه . وَزَادَ اِبْن مَاجَهْ أَبَدًا ، وَظَاهِر الْحَدِيث أَنَّهُمْ لَمْ يَأْخُذُوا مِنْهُ ثَمَنًا ، وَخَالَفَ فِي ذَلِكَ أَهْل السِّيَر . اِنْتَهَى . وَالْمَعْنَى لَا نَطْلُب مِنْك الثَّمَن بَلْ نَتَبَرَّع بِهِ وَنَطْلُب الثَّمَن أَيْ الْأَجْر مِنْ اللَّه تَعَالَى
( وَكَانَ فِيهِ )
: أَيْ فِي الْحَائِط الَّذِي بُنِيَ فِي مَكَانه الْمَسْجِد
( فِيهِ خَرِب )
: قَالَ الْحَافِظ : قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : الْمَعْرُوف فِيهِ فَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكَسْر الرَّاء بَعْدهَا مُوَحَّدَة جَمْع خَرِبَة كَكَلِمٍ وَكَلِمَة . قُلْت : وَحَكَى الْخَطَّابِيُّ أَيْضًا : كَسْر أَوَّله وَفَتْح ثَانِيه@

الصفحة 123