كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

اللَّهُمَّ اِفْتَحْ لِي أَبْوَاب رَحْمَتك )
: قَالَ الطِّيبِيُّ : لَعَلَّ السِّرّ فِي تَخْصِيص الرَّحْمَة بِالدُّخُولِ وَالْفَضْل بِالْخُرُوجِ أَنَّ مَنْ دَخَلَ اِشْتَغَلَ بِمَا يُزْلِفهُ إِلَى ثَوَابه وَجَنَّته . فَيُنَاسِب ذِكْرُ الرَّحْمَة ، وَإِذَا خَرَجَ اِشْتَغَلَ بِابْتِغَاءِ الرِّزْق الْحَلَال فَنَاسَبَ ذِكْر الْفَضْل ، كَمَا قَالَ تَعَالَى { فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ } اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ وَحْده .
394 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَقُلْت )
: قَائِل هَذَا حَيْوَةُ بْن شُرَيْحٍ
7( لَهُ )
: أَيْ لِعُقْبَةَ بْن مُسْلِم
( أَعُوذ )
: أَيْ أَعْتَصِم وَأَلْتَجِئ
( بِاَللَّهِ الْعَظِيم )
: أَيْ ذَاتًا وَصِفَة
( وَبِوَجْهِهِ )
: أَيْ ذَاته
( وَسُلْطَانه )
: أَيْ غَلَبَته وَقُدْرَته وَقَهْره عَلَى مَا أَرَادَ مِنْ خَلْقه
( الْقَدِيم )
: أَيْ الْأَزَلِيّ الْأَبَدِيّ
( مِنْ الشَّيْطَان )
: مَأْخُوذ مِنْ شَطَنَ أَيْ بَعُدَ يَعْنِي الْمَبْعُود مِنْ رَحْمَة اللَّه
( الرَّجِيم )
: فَعِيلَ بِمَعْنَى مَفْعُول أَيْ الْمَطْرُود مِنْ بَاب اللَّه ، أَوْ الْمَشْتُوم بِلَعْنَةِ اللَّه ، وَالظَّاهِر أَنَّهُ خَبَر مَعْنَاهُ الدُّعَاء يَعْنِي : اللَّهُمَّ اِحْفَظْنِي مِنْ وَسْوَسَته وَإِغْوَائِهِ وَخُطُوَاته وَخَطَرَاته وَتَسْوِيله وَإِضْلَاله ، فَإِنَّهُ السَّبَب فِي الضَّلَالَة وَالْبَاعِث عَلَى الْغَوَايَة وَالْجَهَالَة ، وَإِلَّا فَفِي الْحَقِيقَة أَنَّ اللَّه هُوَ الْهَادِي الْمُضِلّ
( قَالَ أَقَطُّ )
: الْهَمْزَة لِلِاسْتِفْهَامِ ، وَقَطُّ بِمَعْنَى حَسْب ، قَالَ عُقْبَة لِحَيْوَةَ : أَبَلَغَك عَنِّي هَذَا الْقَدْر مِنْ الْحَدِيث فَحَسْب
( قُلْت نَعَمْ )
: قَائِل هَذَا حَيْوَةُ
( قَالَ )
: أَيْ عُقْبَة
( فَإِذَا قَالَ )
: الرَّجُل الدَّاخِل
( ذَلِكَ )
: الْكَلَام@

الصفحة 132