كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

مَا لَمْ يَبْطُل وُضُوءُهُ لِمَا رُوِيَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَة لَمَّا رَوَى هَذَا الْحَدِيث قَالَ لَهُ رَجُل مِنْ حَضْرَمَوْت : وَمَا الْحَدَث يَا أَبَا هُرَيْرَة ؟ قَالَ : فُسَاء أَوْ ضُرَاط ، وَهُوَ فِي بَعْض طُرُق الْحَدِيث عِنْد التِّرْمِذِيّ وَغَيْره . وَلَعَلَّ سَبَب الِاسْتِفْسَار إِطْلَاق الْحَدَث عَنْ غَيْر ذَلِكَ عِنْدهمْ أَوْ ظَنُّوا أَنَّ الْإِحْدَاث بِمَعْنَى الِابْتِدَاع ، وَتَشْدِيد الدَّال خَطَأ . كَذَا فِي النِّهَايَة
( أَوْ يَقُوم )
: أَيْ الْمَلَائِكَة تُصَلِّي عَلَى أَحَدكُمْ مَا لَمْ يَقُمْ مِنْ مُصَلَّاهُ ، فَإِذَا قَامَ الرَّجُل فَلَا تُصَلُّونَ
( اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ اِرْحَمْهُ )
: جُمْلَة مُبَيِّنَة لِقَوْلِهِ : تُصَلِّي عَلَى أَحَدكُمْ . وَفِي ذَلِكَ فَخَامَة . وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَالنَّسَائِيُّ ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم مِنْ حَدِيث أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَتَمّ مِنْهُ .
397 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( لَا يَزَال أَحَدكُمْ فِي صَلَاة )
: أَيْ حُكْمًا أُخْرَوِيًّا يَتَعَلَّق بِهِ الثَّوَاب
( أَنْ يَنْقَلِب )
: أَيْ يَرْجِع . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ مُسْلِم .
398 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( يَنْتَظِر الصَّلَاة )
: أَيْ مَا دَامَ يَنْتَظِرهَا فَإِنَّ الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ ، بَلْ نِيَّة الْمُؤْمِن خَيْر مِنْ عَمَله فِي بَعْض الْأَحْيَان
( اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ اِرْحَمْهُ )
: قَالَ الطِّيبِيُّ : طَلَب الرَّحْمَة بَعْد طَلَب الْمَغْفِرَة لِأَنَّ صَلَاة الْمَلَائِكَة اِسْتِغْفَار لَهُمْ
( حَتَّى يَنْصَرِف )
: أَيْ @

الصفحة 135