كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

يُقَال لِلْحَيَوَانِ الضَّائِع ضَالَّة . وَفِي النَّيْل : يُقَال نَشَدْت الضَّالَّة بِمَعْنَى طَلَبْتهَا وَأَنْشَدْتهَا عَرَفْتهمَا ، وَالضَّالَّة تُطْلَق عَلَى الذَّكَر وَالْأُنْثَى وَالْجَمْع ضَوَالّ كَدَابَّةٍ وَدَوَابّ ، وَهِيَ مُخْتَصَّة بِالْحَيَوَانِ ، وَيُقَال لِغَيْرِ الْحَيَوَان ضَائِع وَلَقِيط
( فَلْيَقُلْ )
: أَيْ السَّامِع
( لَا أَدَّاهَا اللَّه إِلَيْك )
: مَعْنَاهُ مَا رَدّ اللَّه الضَّالَّة إِلَيْك وَمَا وَجَدْتهَا . قَالَ فِي فَتْح الْوَدُود : يُحْتَمَل أَنَّهُ دُعَاء عَلَيْهِ ، فَكَلِمَة لَا لِنَفْيِ الْمَاضِي وَدُخُولهَا عَلَى الْمَاضِي بِلَا تَكْرَار جَائِز فِي الدُّعَاء ، وَفِي غَيْر الدُّعَاء الْغَالِب هُوَ التَّكْرَار كَقَوْلِهِ تَعَالَى { فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى } وَيَحْتَمِل أَنَّ لَا نَاهِيَة أَيْ لَا تُنْشَد ، وَقَوْله لَا أَدَّاهَا اللَّه دُعَاء لَهُ لِإِظْهَارِ أَنَّ النَّهْي عَنْهُ نُصْح لَهُ إِذْ الدَّاعِي بِالْخَيْرِ لَا يَنْهَى إِلَّا نُصْحًا لَكِنْ اللَّائِق حِينَئِذٍ الْفَصْل بِأَنْ يُقَال لَا . وَأَدَّاهَا اللَّه إِلَيْك بِالْوَاوِ لِأَنَّ تَرْكهَا تَوَهُّم ؛ إِلَّا أَنْ يُقَال الْمَوْضِع مَوْضِع زَجْر وَلَا يَضُرّ بِهِ الْإِيهَام لِكَوْنِهِ إِيهَام شَيْء هُوَ آكَد فِي الزَّجْر اِنْتَهَى . قَالَ اِبْن رَسْلَان : قَوْله " لَا أَدَّاهَا اللَّه إِلَيْك " فِيهِ دَلِيل عَلَى جَوَاز الدُّعَاء عَلَى النَّاشِد فِي الْمَسْجِد بِعَدَمِ الْوِجْدَان مُعَاقَبَة لَهُ فِي مَاله مُعَامَلَة لَهُ بِنَقِيضِ قَصْده ، وَفِيهِ النَّهْي عَنْ رَفْع الصَّوْت بِنَشْدِ الضَّالَّة وَمَا فِي مَعْنَاهُ مِنْ الْبَيْع وَالشِّرَاء وَالْإِجَازَة وَالْعُقُود
( لَمْ تُبْنَ لِهَذَا )
: أَيْ لِطَلَبِ الضَّالَّة بَلْ بُنِيَتْ لِذِكْرِ اللَّه وَالصَّلَاة وَالْعِلْم وَالْمُذَاكَرَة فِي الْخَيْر وَنَحْوهَا . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَابْن مَاجَهْ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
الْبُزَاق هُوَ مَا يَخْرُج مِنْ الْفَم .
401 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( التَّفْل )
بِفَتْحِ التَّاء الْمُثَنَّاة فَوْق وَإِسْكَان الْفَاء هُوَ الْبُصَاق وَالْبُزَاق وَهُمَا @

الصفحة 137