كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

لَا يُؤْمَن مِنْ أَنْ يُصِيب الْغَاسِل مِنْ رَشَاش الْمَغْسُول نَضْح وَرُبَّمَا كَانَتْ عَلَى بَدَن الْمَيِّت نَجَاسَة ، فَأَمَّا إِذَا عُلِمَتْ سَلَامَته فَلَا يَجِب الِاغْتِسَال مِنْهُ . اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ فِي الْجَنَائِز وَقَالَ : هَذَا مَنْسُوخ ، وَقَالَ أَيْضًا : وَحَدِيث مُصْعَب فِيهِ خِصَال لَيْسَ الْعَمَل عَلَيْهِ ، وَقَالَ الْبُخَارِيّ : حَدِيث عَائِشَة فِي هَذَا الْبَاب لَيْسَ بِذَاكَ ، وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد بْن حَنْبَل وَعَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ : لَا يَصِحّ فِي هَذَا الْبَاب شَيْء ، وَقَالَ مُحَمَّد بْن يَحْيَى رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : لَا أَعْلَم فِيمَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيَغْتَسِلْ حَدِيثًا ثَابِتًا ، وَلَوْ ثَبَتَ لَزِمَنَا اِسْتِعْمَاله . اِنْتَهَى .
297 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( مَنْ اِغْتَسَلَ يَوْم الْجُمُعَة غُسْل الْجَنَابَة )
: بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ نَعْت لِمَصْدَرٍ مَحْذُوف أَيْ غُسْلًا كَغُسْلِ الْجَنَابَة ، وَتَشْهَد بِذَلِكَ رِوَايَة اِبْن جُرَيْجٍ عِنْد عَبْد الرَّزَّاق : فَاغْتَسَلَ أَحَدكُمْ كَمَا يَغْتَسِل مِنْ الْجَنَابَة . وَاخْتَلَفُوا فِي مَعْنَى غُسْل الْجَنَابَة ، فَقَالَ قَوْم : إِنَّهُ حَقِيقَة حَتَّى يُسْتَحَبّ أَنْ يُوَاقِع زَوْجَته لِيَكُونَ أَغَضّ لِبَصَرِهِ وَأَسْكَن لِنَفْسِهِ وَلْيَغْتَسِلْ فِيهِ مِنْ الْجَنَابَة . وَفِيهِ حَمْل الْمَرْأَة أَيْضًا عَلَى الِاغْتِسَال ذَلِكَ الْيَوْم وَعَلَيْهِ حَمْل قَائِل ذَلِكَ حَدِيث أَوْس الثَّقَفِيّ مَنْ غَسَّلَ يَوْم الْجُمُعَة وَاغْتَسَلَ عَلَى رِوَايَة مَنْ رَوَى غَسَّلَ بِالتَّشْدِيدِ . وَقَدْ حَكَاهُ اِبْن قُدَامَة عَنْ الْإِمَام أَحْمَد ، وَثَبَتَ أَيْضًا عَنْ جَمَاعَة مِنْ التَّابِعِينَ ، وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ : إِنَّهُ أَنْسَب الْأَقْوَال
( ثُمَّ رَاحَ )@

الصفحة 14