كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

بِالْعُرْجُونِ )
: أَيْ حَكَّ النُّخَامَة بِالْعُرْجُونِ . وَمَضَى تَفْسِير الْعُرْجُون وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ بَاشَرَ بِيَدِهِ بِعُرْجُونٍ فِيهَا ، وَفِي رِوَايَة لِلْبُخَارِيِّ : " فَقَامَ فَحَكَّهُ بِيَدِهِ "
( أَنْ يُعْرِض اللَّه )
: مِنْ الْإِعْرَاض
( فَإِنَّ اللَّه قِبَل وَجْهه )
: قِبَل بِكَسْرِ الْقَاف وَفَتْح الْبَاء الْمُوَحَّدَة أَيْ جِهَة . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : تَأْوِيله أَنَّ الْقِبْلَة الَّتِي أَمَرَهُ اللَّه بِالتَّوَجُّهِ إِلَيْهَا بِالصَّلَاةِ قِبَل وَجْهه فَلْيَصُنْهَا عَنْ النُّخَامَة وَفِيهِ إِضْمَار حَذْف وَاخْتِصَار كَقَوْلِهِ تَعَالَى . { وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ } أَيْ حُبّ الْعِجْل ، وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى { وَاسْأَلْ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا } يُرِيد أَهْل الْقَرْيَة ، وَمِثْله فِي الْكَلَام كَثِير . وَإِنَّمَا أُضِيفَتْ تِلْكَ الْجِهَة إِلَى اللَّه تَعَالَى عَلَى سَبِيل التَّكْرِمَة كَمَا قَالُوا : بَيْت اللَّه وَنَاقَته وَكَعْبَة اللَّه وَنَحْو ذَلِكَ مِنْ الْكَلَام ، وَفِيهِ مِنْ الْفِقْه أَنَّ النُّخَامَة طَاهِرَة ، وَلَوْ لَمْ تَكُنْ طَاهِرَة لَمْ يَكُنْ يَأْمُر الْمُصَلِّي بِأَنْ يَدْلُكهَا بِثَوْبِهِ .
( فَلَا يَبْصُقَنَّ قِبَل وَجْهه )
: أَيْ لَا يَبْزُقَنَّ جِهَة وَجْهه
( وَلَا عَنْ يَمِينه )
: تَعْظِيمًا لِلْيَمِينِ وَزِيَادَة لِشَرَفِهَا
( عَنْ يَسَاره تَحْت رِجْله الْيُسْرَى )
: بِحَذْفِ كَلِمَة أَوْ ، وَمَرَّ بَيَانه
( فَإِنْ عَجِلَتْ بِهِ )
: أَيْ بِالرِّجْلِ
( بَادِرَة )
: أَيْ حِدَّة ، وَبَادِرَة الْأَمْر حِدَّته ، وَالْمَعْنَى إِذَا غَلَبَ عَلَيْهِ الْبُصَاق وَالنُّخَامَة
( فَلْيَقُلْ بِثَوْبِهِ هَكَذَا )
: أَيْ فَلْيَفْعَلْ بِثَوْبِهِ هَكَذَا
( وَوَضَعَهُ عَلَى فِيهِ ثُمَّ دَلَكَهُ )
: أَيْ وَضَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبه عَلَى فَمه حَتَّى يَتَلَاشَى الْبُزَاق فِيهِ ثُمَّ دَلَكَ الثَّوْب ، وَهَذَا عَطْف تَفْسِيرِيّ لِقَوْلِهِ : فَلْيَقُلْ بِثَوْبِهِ هَكَذَا
( أَرُونِي )
: مِنْ الْإِرَاءَةِ
( عَبِيرًا )
: بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَة وَبَعْدهَا يَاء عَلَى وَزْن@

الصفحة 147