كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

: أَيْ ذَهَبَ أَوَّل النَّهَار . قَالَ الْإِمَام الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ قَصَدَهَا وَتَوَجَّهَ إِلَيْهَا مُبَكِّرًا قَبْل الزَّوَال ، وَإِنَّمَا تَأَوَّلْنَاهُ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى لِأَنَّهُ لَا يَجُوز أَنْ يَبْقَى بَعْد الزَّوَال مِنْ وَقْت الْجُمُعَة خَمْس سَاعَات ، وَهَذَا جَائِز فِي الْكَلَام أَنْ يَقُول الرَّجُل رَاحَ لِكَذَا وَلِأَنْ يَفْعَل كَذَا ، بِمَعْنَى أَنَّهُ قَصَدَ إِيقَاع فِعْله وَقْت الرَّوَاح ، كَمَا يُقَال لِلْقَاصِدِينَ لِلْحَجِّ حُجَّاج وَلَمَّا يَحُجُّوا بَعْد ، وَلِلْخَارِجِينَ إِلَى الْغَزْو غُزَاة وَنَحْو ذَلِكَ مِنْ الْكَلَام فَأَمَّا حَقِيقَة الرَّوَاح فَإِنَّمَا هُوَ بَعْد الزَّوَال . وَأَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن يَحْيَى عَنْ أَبِي بَكْر اِبْن الْمُنْذِر قَالَ : كَانَ مَالِك بْن أَنَس يَقُول : لَا يَكُون الرَّوَاح إِلَّا بَعْد الزَّوَال ، وَهَذِهِ الْأَوْقَات كُلّهَا فِي سَاعَة وَاحِدَة . قُلْتُ : كَأَنَّهُ قَسَمَ السَّاعَة الَّتِي يَحِين فِيهَا الرَّوَاح لِلْجُمُعَةِ أَقْسَامًا خَمْسَة ، فَسَمَّاهَا سَاعَات عَلَى مَعْنَى التَّشْبِيه وَالتَّقْرِيب ، كَمَا يَقُول الْقَائِل : قَعَدْت سَاعَة وَتَحَدَّثْت سَاعَة وَنَحْو ذَلِكَ ، يُرِيد جُزْءًا مِنْ الزَّمَان غَيْر مَعْلُوم ، وَهَذَا عَلَى سَعَة مَجَاز الْكَلَام وَعَادَة النَّاس فِي الِاسْتِعْمَال . اِنْتَهَى .
( فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ )
: بِتَشْدِيدِ الرَّاء
( بَدَنَة )
: أَيْ تَصَدَّقَ بِهَا مُتَقَرِّبًا إِلَى اللَّه تَعَالَى . وَالْمُرَاد بِالْبَدَنَةِ الْبَعِير ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى ، وَالْهَاء فِيهَا لِلْوَحْدَةِ لَا التَّأْنِيث
( وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَة الثَّانِيَة )
: قَدْ عَرَفْت آنِفًا مَعْنَى رَاحَ ، وَالسَّاعَة مِنْ قَوْل الْإِمَام الْخَطَّابِيِّ
( بَقَرَة )
: التَّاء فِيهَا لِلْوَحْدَةِ . قَالَ الْجَوْهَرِيّ : الْبَقَر اِسْم جِنْس ، وَالْبَقَرَة تَقَع عَلَى الذَّكَر وَالْأُنْثَى وَإِنَّمَا دَخَلَهُ الْهَاء عَلَى أَنَّهُ وَاحِد مِنْ جِنْس
( كَبْشًا أَقَرْن )
: الْكَبْش هُوَ الْفَحْل ، وَإِنَّمَا وُصِفَ بِالْأَقْرَنِ لِأَنَّهُ أَكْمَل وَأَحْسَن صُورَة ، وَلِأَنَّ الْقَرْن يُنْتَفَع بِهِ
( دَجَاجَة )
: بِكَسْرِ الدَّال وَفَتْحهَا لُغَتَانِ مَشْهُورَتَانِ . وَالدَّجَاجَة @

الصفحة 15