كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

: فَسَأَلَ عَنْ سَبَب الْمَنْع
( فَذَكَرَ )
: الرَّجُل
( ذَلِكَ )
: أَيْ مَنَعَ الْقَوْم إِيَّاهُ عَنْ الْإِمَامَة
( لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: وَقَالَ ذَكَرُوا أَنَّك مَنَعَتْنِي عَنْ الْإِمَامَة بِهِمْ أَكَذَلِكَ هُوَ
( فَقَالَ )
: أَيْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( نَعَمْ )
: أَنَا أَمَرْتهمْ بِذَلِكَ
( وَحَسِبْت )
: أَيْ قَالَ الرَّاوِي وَظَنَنْت
( أَنَّهُ )
: أَيْ الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( قَالَ )
: أَيْ لَهُ زِيَادَة عَلَى نَعَمْ
( إِنَّك آذَيْت اللَّه وَرَسُوله )
: وَالْمَعْنَى أَنَّك فَعَلْت فِعْلًا لَا يُرْضِي اللَّه وَرَسُوله ، وَفِيهِ تَشْدِيد عَظِيم ، فَقَالَ اللَّه تَعَالَى " إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا " وَذَكَرَ اللَّه تَعَالَى لِلتَّبَرُّكِ أَوْ لِبَيَانِ أَنَّ إِيذَاء رَسُوله لِمُخَالَفَةِ نَهْيه لَا سِيَّمَا بِحَضْرَتِهِ مُنَزَّل مَنْزِلَة إِيذَاء اللَّه تَعَالَى . كَذَا ذَكَرَهُ بَعْض شُرَّاح الْمِشْكَاة وَهَذَا مِنْهُ مَبْنِيّ عَلَى جَعْل الْإِيذَاء عَلَى حَقِيقَته . قَالَ مَيْرك : وَلِحَدِيثِ السَّائِب بْن خَلَّاد شَاهِد مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو قَالَ أَمَرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ الظُّهْر فَتَفَلَ بِالْقِبْلَةِ وَهُوَ يُصَلِّي لِلنَّاسِ ، فَلَمَّا كَانَ صَلَاة الْعَصْر أَرْسَلَ إِلَى آخَر فَأَشْفَقَ الرَّجُل الْأَوَّل فَجَاءَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه أَنَزَل فِيّ شَيْء ؟ قَالَ لَا . وَلَكِنَّك تَفَلْت بَيْن يَدَيْك وَأَنْتَ تَؤُمّ النَّاس فَآذَيْت اللَّه وَالْمَلَائِكَة " رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِير بِإِسْنَادٍ جَيِّد . قَالَ مَيْرك : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ اِبْن حِبَّان فِي صَحِيحه .
408 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَبَزَقَ )
: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( تَحْت قَدَمه الْيُسْرَى )
: فِيهِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَزَقَ بِنَفْسِهِ تَحْت قَدَمه الْيُسْرَى فِي حَالَة الصَّلَاة .@

الصفحة 150