كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

تَقَع عَلَى الذَّكَر وَالْأُنْثَى ، وَالتَّاء لِلْوَحْدَةِ لَا لِلتَّأْنِيثِ
( بَيْضَة )
: وَاحِد مِنْ الْبِيض وَالْجَمْع بُيُوض ، وَجَاءَ فِي الشِّعْر بَيْضَات
( الذِّكْر )
الْمُرَاد بِالذِّكْرِ مَا فِي الْخُطْبَة مِنْ الْمَوَاعِظ وَغَيْرهَا . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيث سَعِيد بْن الْمُسَيِّب عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ .
298 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( كَانَ النَّاس مُهَّانَ أَنْفُسهمْ )
: قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْمُهَّان جَمْع مَاهِن وَهُوَ الْخَادِم ، يُرِيد أَنَّهُمْ كَانُوا يَخْدُمُونَ لِأَنْفُسِهِمْ فِي الزَّمَان الْأَوَّل ، حَيْثُ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ خَدَم يَكْفُونَ لَهُمْ الْمِهْنَة ، وَالْإِنْسَان إِذَا بَاشَرَ الْعَمَل الشَّاقّ حَمِيَ بَدَنه وَعَرِقَ سِيَّمَا فِي الْبَلَد الْحَارّ فَرُبَّمَا تَكُون مِنْهُ الرَّائِحَة ، فَأُمِرُوا بِالِاغْتِسَالِ تَنْظِيفًا لِلْبَدَنِ وَقَطْعًا لِلرَّائِحَةِ . اِنْتَهَى
( فَقِيلَ لَهُمْ : لَوْ اِغْتَسَلْتُمْ )
: لَوْ لِلتَّمَنِّي فَلَا تَحْتَاج إِلَى جَوَاب أَوْ لِلشَّرْطِ ، فَالْجَوَاب غُسْل الْجُمُعَة ، وَوَجْه دَلَالَته أَنَّهُمْ لَمَّا أُمِرُوا بِالِاغْتِسَالِ لِأَجْلِ تِلْكَ الرَّوَائِح الْكَرِيهَة ، فَإِذَا زَالَتْ زَالَ الْوُجُوب .
وَأُجِيبَ عَنْهُ بِوَجْهَيْنِ : الْأَوَّل : أَنَّا لَا نُسَلِّم أَنَّهَا إِذَا زَالَتْ الْعِلَّة زَالَ الْوُجُوب ، كَمَا فِي وُجُوب السَّعْي مَعَ زَوَال الْعِلَّة الَّتِي شُرِعَ لَهَا وَهِيَ إِغَاظَة الْمُشْرِكِينَ ، وَالثَّانِي : بِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ نَفْي الْوُجُوب ، وَبِأَنَّهُ سَابِق عَلَى الْأَمْر بِهِ وَالْإِعْلَام بِوُجُوبِهِ ، وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم بِنَحْوِهِ .@

الصفحة 16