كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

ضَرَبَ يَضْرِب ، يُقَال رَبَضَ فِي الْأَرْض إِذَا اِلْتَصِقْ بِهَا وَأَقَامَ مُلَازِمًا لَهَا ، وَاسْم الْمَكَان مِرْبَض وَهُوَ مَأْوَى الْغَنَم ، مِثْل بُرُوك الْإِبِل . وَفِي الصِّحَاح رُبُوض الْغَنَم وَالْبَقَر وَالْفَرَس وَالْكَلْب ، مِثْل بُرُوك الْإِبِل وَجُثُوم الطَّيْر قَالَهُ الْعَيْنِيّ
( صَلُّوا فِيهَا )
: أَيْ فِي مَرَابِض الْغَنَم
( فَإِنَّهَا )
: أَيْ الْغَنَم
( بَرَكَة )
: أَيْ ذُو بَرَكَة . قَالَ فِي غَايَة الْمَقْصُود : وَالْمَعْنَى أَنَّ الْغَنَم لَيْسَ فِيهَا تَمَرُّد وَلَا شِرَاد بَلْ هِيَ ضَعِيفَة ، وَمِنْ دَوَابّ الْجَنَّة وَفِيهَا سَكِينَة فَلَا تُؤْذِي الْمُصَلِّي وَلَا تَقْطَع صَلَاته ، فَهِيَ ذُو بَرَكَة ، فَصَلُّوا فِي مَرَابِضهَا. اِنْتَهَى .
417 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ أَبِيهِ )
: وَهُوَ الرَّبِيع
( عَنْ جَدّه )
: أَيْ جَدّ عَبْد الْمَلِك ، وَهُوَ سَبْرَة بِفَتْحِ السِّين وَسُكُون الْبَاء الْمُوَحَّدَة . قَالَ الْحَافِظ فِي التَّقْرِيب : سَبْرَة بْن مَعْبَد الْجُهَنِيُّ وَالِد الرَّبِيع لَهُ صُحْبَة وَأَوَّل مَشَاهِده الْخَنْدَق وَكَانَ يَنْزِل الْمَرْوَة وَمَاتَ بِهَا فِي خِلَافَة مُعَاوِيَة
( مُرُوا الصَّبِيّ )
: قَالَ الْعَلْقَمِيُّ : قَالَ الشَّيْخ عِزّ الدِّين عَبْد السَّلَام : الصَّبِيّ لَيْسَ مُخَاطَبًا ، وَأَمَّا هَذَا الْحَدِيث فَهُوَ أَمْر لِلْأَوْلِيَاءِ ، لِأَنَّ الْأَمْر بِالشَّيْءِ لَيْسَ أَمْرًا بِذَلِكَ الشَّيْء . قَالَ : قَدْ وَجَدَ أَمْر اللَّه لِلصِّبْيَانِ مُبَاشَرَة عَلَى وَجْه لَا يُمْكِن الطَّعْن فِيهِ ، وَهُوَ قَوْله تَعَالَى { لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَاَلَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ } قَالَ النَّوَوِيّ : الصَّبِيّ يَتَنَاوَل الصَّبِيَّة أَيْضًا لَا فَرْق بَيْنهمَا بِلَا خِلَاف @

الصفحة 161