كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

الْمَدِينَة أَقَرَّ بِلَالًا عَلَى أَذَانه . وَكَانَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ وَأَصْحَاب الرَّأْي يَرَوْنَ الْأَذَان وَالْإِقَامَة مِنْهُ مَثْنَى ، عَلَى حَدِيث عَبْد اللَّه بْن زَيْد ، مِنْ الْوَجْه الَّذِي رُوِيَ فِيهِ بِتَثْنِيَةِ الْإِقَامَة اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ . وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَدِيث حَسَن صَحِيح .
422 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ أَبِيهِ )
: الضَّمِير الْمَجْرُور لِمُحَمَّدٍ ، وَأَبُوهُ هُوَ عَبْد الْمَلِك
( عَنْ جَدّه )
: الضَّمِير الْمَجْرُور لِمُحَمَّدٍ ، وَجَدّه هُوَ أَبُو مَحْذُورَة الصَّحَابِيّ
( قَالَ )
: أَيْ أَبُو مَحْذُورَة
( عَلَّمَنِي سُنَّة الْأَذَان )
: أَيْ طَرِيقَته فِي الشَّرْع . قَالَ الزَّيْلَعِيُّ : وَهُوَ لَفْظ اِبْن حِبَّان فِي صَحِيحه وَاخْتَصَرَهُ التِّرْمِذِيّ وَلَفْظه عَنْ أَبِي مَحْذُورَة أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْعَدَهُ وَأَلْقَى عَلَيْهِ الْأَذَان حَرْفًا حَرْفًا . قَالَ بِشْر : فَقُلْت لَهُ أَعِدْ عَلَيَّ فَوَصَفَ الْأَذَان بِالتَّرْجِيعِ . اِنْتَهَى . وَطَوَّلَهُ النَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ وَأَوَّله : خَرَجْت فِي نَفَر فَلَمَّا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيق أَذَّنَ مُؤَذِّن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنْ قَالَ : ثُمَّ قَالَ لِي اِرْجِعْ فَامْدُدْ مِنْ صَوْتك أَشْهَد أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه الْحَدِيث . قَالَ بَعْضهمْ : كَانَ مَا رَوَاهُ أَبُو مَحْذُورَة تَعْلِيمًا فَظَنَّهُ تَرْجِيعًا . وَقَالَ الطَّحَاوِيُّ فِي شَرْح الْآثَار : يَحْتَمِل أَنَّ التَّرْجِيع إِنَّمَا كَانَ لِأَنَّ أَبَا مَحْذُورَة لَمْ يَمُدّ بِذَلِكَ صَوْته كَمَا أَرَادَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَام : " اِرْجِعْ فَامْدُدْ مِنْ صَوْتك " اِنْتَهَى . وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ فِي التَّحْقِيق : إِنَّ أَبَا مَحْذُورَة كَانَ كَافِرًا قَبْل أَنْ يُسْلِم ، فَلَمَّا أَسْلَمَ وَلَقَّنَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعَادَ عَلَيْهِ الشَّهَادَة وَكَرَّرَهَا لِيَثْبُت عِنْده وَيَحْفَظهَا وَيُكَرِّرهَا عَلَى أَصْحَابه الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَنْفِرُونَ مِنْهَا خِلَاف@

الصفحة 176