كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

فَيَسْتَلْزِم إِجْزَاء الْوُضُوء وَلِهَذَا الْحَدِيث طُرُق أَشْهَرهَا وَأَقْوَاهَا رِوَايَة الْحَسَن عَنْ سَمُرَة أَخْرَجَهَا أَصْحَاب السُّنَن الثَّلَاثَة وَابْن خُزَيْمَةَ وَابْن حِبَّانَ ، وَلَهُ عِلَّتَانِ : إِحْدَاهُمَا أَنَّهُ مِنْ عَنْعَنَة الْحَسَن ، وَالْأُخْرَى أَنَّهُ اُخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِيهِ ، وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث أَنَس وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة وَالْبَزَّار مِنْ حَدِيث أَبِي سَعِيد وَابْن عَدِيّ مِنْ حَدِيث جَابِر وَكُلّهَا ضَعِيفَة . اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَدِيث سَمُرَة حَدِيث حَسَن . وَقَالَ : وَرَوَاهُ بَعْضهمْ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَن عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن النَّسَائِيُّ : الْحَسَن عَنْ سَمُرَة كِتَاب وَلَمْ يَسْمَع الْحَسَن مِنْ سَمُرَة إِلَّا حَدِيث الْعَقِيقَة . هَذَا آخِر كَلَامه . وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ الْحَسَن لَمْ يَسْمَع مِنْ سَمُرَة شَيْئًا وَلَا لَقِيَهُ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ ، وَمِنْهُمْ مِنْ عَيَّنَ سَمَاعه لِحَدِيثِ الْعَقِيقَة ، كَمَا ذَكَرَهُ النَّسَائِيُّ . وَقَوْله : فَبِهَا وَنِعْمَتْ أَيْ فَالبِرُّخْصَةِ أَخَذَ وَنِعْمَتْ السُّنَّة تَرَكَ . وَقِيلَ : فَبِالسُّنَّةِ " أَخَذَ وَنِعْمَتْ الْخَصْلَة الْوُضُوء ، وَالْأَوَّل أَصَحّ لِأَنَّ الَّذِي تُرِكَ هُوَ السُّنَّة وَهُوَ الْغُسْل . اِنْتَهَى " .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
مِنْ الْإِسْلَام وَهُوَ الْإِقْرَار بِكَلِمَةِ الشَّهَادَتَيْنِ ( فَيُؤْمَر بِالْغُسْلِ ) .
301 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَأَمَرَنِي أَنْ أَغْتَسِل بِمَاءٍ وَسِدْر )
: فِيهِ دَلِيل وَاضِح عَلَى أَنَّ مَنْ أَسْلَمَ يُؤْمَر بِالْغُسْلِ لِأَنَّ أَمْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُلّ عَلَى الْوُجُوب . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هَذَا الْغُسْل عِنْد أَكْثَر أَهْل الْعِلْم عَلَى الِاسْتِحْبَاب لَا عَلَى الْإِيجَاب . وَقَالَ الشَّافِعِيّ : @

الصفحة 19