كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

مِنْ النَّوْم فَإِنَّهُ يَقُول : صَدَقْت وَبَرِرْت وَبِالْحَقِّ نَطَقْت ، وَبَرِرْت بِكَسْرِ الرَّاء الْأُولَى وَقِيلَ بِفَتْحِهَا أَيْ صِرْت ذَا بِرّ أَيْ خَيْر كَثِير . قَالَ الْكَرْمَانِيُّ : قَالَ مَا يَقُول وَلَمْ يَقُلْ مِثْل مَا قَالَ لِيَشْعُرَ بِأَنَّهُ يُجِيبهُ بَعْد كُلّ كَلِمَة مِثْل كَلِمَتهَا . قُلْت : وَالصَّرِيح فِي ذَلِكَ مَا رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيث أُمّ حَبِيبَة أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُول كَمَا يَقُول الْمُؤَذِّن حَتَّى يَسْكُت اِنْتَهَى
( ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ )
: أَيْ بَعْد فَرَاغكُمْ
( فَإِنَّهُ )
: أَيْ الشَّأْن
( صَلَاة )
: أَيْ وَاحِدَة
( صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ )
: أَيْ أَعْطَاهُ
( بِهَا عَشْرًا )
: أَيْ مِنْ الرَّحْمَة
( ثُمَّ سَلُوا اللَّه )
: أَمْر مِنْ سَأَلَ بِالْهَمْزِ عَلَى النَّقْل وَالْحَذْف وَالِاسْتِغْنَاء أَوْ مِنْ سَالَ بِالْأَلِفِ الْمُبْدَلَة مِنْ الْهَمْز أَوْ الْوَاو أَوْ الْيَاء قَالَهُ عَلِيّ الْقَارِي
( لِي )
: أَيْ لِأَجْلِي
( الْوَسِيلَة )
: قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : هِيَ مَا يُتَقَرَّب بِهِ إِلَى الْكَبِير ، يُقَال : تَوَسَّلْت أَيْ تَقَرَّبْت وَتُطْلَق عَلَى الْمَنْزِلَة الْعَلِيَّة . اِنْتَهَى وَقَدْ فَسَّرَهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ
( فَإِنَّهَا )
: أَيْ الْوَسِيلَة
( مَنْزِلَة فِي الْجَنَّة )
: أَيْ مِنْ مَنَازِلهَا وَهِيَ أَعْلَاهَا وَأَغْلَاهَا
( لَا يَنْبَغِي )
: بِالْيَاءِ وَالتَّاء نُسْخَة أَيْ لَا يَتَسَيَّر وَلَا يَحْصُل وَلَا يَلِيق
( إِلَّا لِعَبْدٍ )
: أَيْ وَاحِد
( مِنْ عِبَاد اللَّه )
: أَيْ جَمِيعهمْ
( وَأَرْجُو )
: قَالَهُ تَوَاضُعًا لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ أَفْضَل الْأَنَام فَلِمَنْ يَكُون ذَلِكَ الْمَقَام غَيْر ذَلِكَ الْهُمَام عَلَيْهِ السَّلَام قَالَهُ اِبْن الْمَلَك
( أَنْ أَكُون أَنَا هُوَ )
: قِيلَ هُوَ خَبَر كَانَ وُضِعَ مَوْضِع إِيَّاهُ ، وَالْجُمْلَة مِنْ بَاب وَضْع الضَّمِير مَوْضِع اِسْم الْإِشَارَة ، أَيْ أَكُون ذَلِكَ الْعَبْد ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَنَا مُبْتَدَأ لَا تَأْكِيدًا وَهُوَ خَبَره وَالْجُمْلَة خَبَر أَكُون ، وَقِيلَ يَحْتَمِل عَلَى الْأَوَّل أَنَّ الضَّمِير وَحْده وُضِعَ مَوْضِع اِسْم الْإِشَارَة . قَالَهُ فِي الْمِرْقَاة
( حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَة )
: وَفِي رِوَايَة لِلْبُخَارِيِّ @

الصفحة 226