كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

فِي الْمَقْصُود وَأَنَّ الظَّاهِر أَنَّ الثَّوَاب الْمَذْكُور مُتَرَتِّب عَلَى الْإِجَابَة بِكَمَالِهَا مَعَ هَذِهِ الزِّيَادَة
( رَضِيت بِاَللَّهِ رَبًّا )
: تُمَيِّز أَيْ بِرُبُوبِيَّتِهِ وَبِجَمِيعِ قَضَائِهِ وَقَدَره ، وَقِيلَ حَال أَيْ مُرَبِّيًا وَمَالِكًا وَسَيِّدًا وَمُصْلِحًا
( وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا )
: أَيْ بِجَمِيعِ مَا أُرْسِلَ بِهِ وَبَلَّغَهُ إِلَيْنَا مِنْ الْأُمُور الِاعْتِقَادِيَّة وَغَيْرهَا
( وَبِالْإِسْلَامِ )
: أَيْ بِجَمِيعِ أَحْكَام الْإِسْلَام مِنْ الْأَوَامِر وَالنَّوَاهِي
( دِينًا )
: أَيْ اِعْتِقَادًا أَوْ اِنْقِيَادًا . وَقَالَ اِبْن الْمَلَك : الْجُمْلَة اِسْتِئْنَاف كَأَنَّهُ قِيلَ مَا سَبَب شَهَادَتك فَقَالَ رَضِيت بِاَللَّهِ
( غُفِرَ لَهُ )
: أَيْ مِنْ الصَّغَائِر ، وَهُوَ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون إِخْبَارًا وَأَنْ يَكُون دُعَاءَا وَالْأَوَّل هُوَ الْمُعَوَّل . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ .
442 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّن )
: أَيْ صَوْته
( يَتَشَهَّد )
: حَال
( قَالَ وَأَنَا وَأَنَا )
: عَطْف عَلَى قَوْل الْمُؤَذِّن بِتَقْدِيرِ الْعَامِل أَيْ وَأَنَا أَشْهَد كَمَا تَشْهَد بِالتَّاءِ وَالْيَاء ، وَالتَّكْرِير فِي أَنَا رَاجَعَ إِلَى الشَّهَادَتَيْنِ . قَالَهُ الطِّيبِيُّ . وَالْأَظْهَر : وَأَشْهَد أَنَا وَيُمْكِن إِنْ يَكُون التَّكْرِير لِلتَّأْكِيدِ فِيهِمَا . وَاخْتُلِفَ فِي أَنَّهُ هَلْ كَانَ يَتَشَهَّد مِثْلنَا أَوْ يَقُول : إِنِّي رَسُول اللَّه . وَالصَّحِيح أَنَّهُ كَانَ كَتَشَهُّدِنَا كَمَا رَوَاهُ مَالِك فِي الْمُوَطَّإِ . وَيُؤَيِّدهُ خَبَر مُسْلِم عَنْ مُعَاذ أَنَّهُ قَالَ فِي إِجَابَة الْمُؤَذِّن : وَأَشْهَد أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّه إِلَخْ ثُمَّ قَالَ سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .@

الصفحة 228