كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

مُشَاكَلَة لِمَا قَبْله . قَالَهُ عَلِيّ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاة
( وَاِتَّخِذْ )
: أَمْر نَدْب . قَالَهُ عَلِيّ الْقَارِي
( عَلَى أَذَانه أَجْرًا )
: أَيْ الْأُجْرَة . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَخَذَ الْمُؤَذِّن الْأَجْر عَلَى أَذَانه مَكْرُوه فِي مَذَاهِب أَكْثَر الْعُلَمَاء . وَقَالَ مَالِك بْن أَنَس : لَا بَأْس بِهِ . وَيُرَخِّص فِيهِ . وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ : مَكْرُوهَة وَلَا بَأْس بِالْجُعْلِ ، وَكَرِهَ ذَلِكَ أَهْل الرَّأْي ، وَمَنَعَ مِنْهُ إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ . وَقَالَ الْحَسَن : أَخْشَى أَنْ لَا يَكُون صَلَاته خَالِصَة لِلَّهِ تَعَالَى ، وَكَرِهَهُ الشَّافِعِيّ وَقَالَ : لَا يَرْزُق الْإِمَام لِلْمُؤَذِّنِ إِلَّا مِنْ خُمُس الْخُمُس مِنْ سَهْم النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ مُرْصَد لِمَصَالِح الدِّين وَلَا يَرْزُقهُ مِنْ غَيْره اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : أَخْرَجَ مُسْلِم الْفَصْل الْأَوَّل ، وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِتَمَامِهِ ، وَأَخْرَجَ اِبْن مَاجَهْ الْفَصْلَيْنِ فِي مَوْضِعَيْنِ ، وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيّ الْفَصْل الْأَخِير .
448 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَلَا )
: كَلِمَة تَنْبِيه
( إِنْ الْعَبْد نَامَ )
: قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : يَعْنِي أَنَّ غَلَبَة النَّوْم عَلَى عَيْنَيْهِ مَنَعَتْهُ مِنْ تَبْيِين الْفَجْر اِنْتَهَى . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ يُتَأَوَّل عَلَى وَجْهَيْنِ أَحَدهمَا أَنْ يَكُون أَرَادَ بِهِ أَنَّهُ غَفَلَ عَنْ الْوَقْت كَمَا يُقَال : نَامَ فُلَان عَنْ حَاجَتِي إِذَا غَفَلَ عَنْهَا وَلَمْ يَقُم بِهَا ، وَالْوَجْه الْآخَر أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ ، قَدْ عَادَ لِنَوْمِهِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ بَقِيَّة مِنْ اللَّيْل ، يَعْلَم النَّاس ذَلِكَ لِئَلَّا يَنْزَعِجُوا مِنْ نَوْمهمْ وَسُكُونهمْ وَيُشْبِه أَنْ يَكُون هَذَا فِيمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَوَّل زَمَان الْهِجْرَة فَإِنَّ الثَّابِت عَنْ بِلَال أَنَّهُ@

الصفحة 235