كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

454 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( إِذَا أُقِيمَتْ الصَّلَاة )
: أَيْ إِذَا ذُكِرَتْ أَلْفَاظ الْإِقَامَة . قَالَهُ الْحَافِظ
( فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي )
: أَيْ قَدْ خَرَجْت كَمَا فِي رِوَايَة مَعْمَر الْآتِيَة وَهُوَ مَحَلّ التَّرْجَمَة قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : قَوْله : لَا تَقُومُوا نَهْي عَنْ الْقِيَام ، وَقَوْله حَتَّى تَرَوْنِي تَسْوِيغ لِلْقِيَامِ عِنْد الرُّؤْيَة وَهُوَ مُطْلَق غَيْر مُقَيَّد بِشَيْءٍ مِنْ أَلْفَاظ الْإِقَامَة ، وَمِنْ ثَمَّ اِخْتَلَفَ السَّلَف فِي ذَلِكَ كَمَا سَيَأْتِي ، وَفِيهِ جَوَاز الْإِقَامَة وَالْإِمَام فِي مَنْزِله إِذَا كَانَ يَسْمَعهَا وَتَقَدَّمَ إِذْنه فِي ذَلِكَ . اِنْتَهَى . وَمَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ جَمَاعَة الْمُصَلِّينَ لَا يَقُومُونَ عِنْد الْإِقَامَة إِلَّا حِين يَرَوْنَ أَنَّ الْإِمَام قَامَ لِلْإِمَامَةِ
( هَكَذَا رَوَاهُ أَيُّوب )
: يَعْنِي كَمَا رَوَى هَذَا الْحَدِيث أَبَان عَنْ يَحْيَى بِصِيغَةِ عَنْ كَذَلِكَ رَوَاهُ أَيُّوب وَحَجَّاج الصَّوَافّ عَنْ يَحْيَى بِصِيغَةِ عَنْ
( وَهِشَام الدَّسْتُوَائِيُّ )
: هُوَ بِالرَّفْعِ يَعْنِي وَأَمَّا هِشَام الدَّسْتُوَائِيُّ فَقَالَ فِي رِوَايَته كَتَبَ إِلَيَّ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِير بِهَذَا الْحَدِيث . قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : قَوْله كَتَبَ إِلَيَّ يَحْيَى ظَاهِر فِي أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعهُ مِنْهُ . وَقَدْ رَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ مِنْ طَرِيق هُشَيْمٍ عَنْ هِشَام وَحَجَّاج الصَّوَّاف كِلَاهُمَا عَنْ يَحْيَى وَهُوَ مِنْ تَدْلِيس الصِّيَغ . وَصَرَّحَ أَبُو نُعَيْم فِي الْمُسْتَخْرَج مِنْ وَجْه آخَر عَنْ هِشَام أَنَّ يَحْيَى كَتَبَ إِلَيْهِ أَنَّ عَبْد اللَّه بْن أَبِي قَتَادَةَ حَدَّثَهُ فَأُمِنَ بِذَلِكَ تَدْلِيس يَحْيَى . اِنْتَهَى .@

الصفحة 243