كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

الْقَرْيَة غَالِبًا وَلِأَنَّهُ أَقَلّ الْجَمْع وَأَنَّهُ أَكْمَل صُوَر الْجَمَاعَة وَإِنْ كَانَ يُتَصَوَّر بِاثْنَيْنِ . قَالَهُ عَلِيّ الْقَارِي
( وَلَا بَدْو )
: أَيْ بَادِيَة
( الصَّلَاة )
: أَيْ الْجَمَاعَة
( إِلَّا قَدْ اِسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ )
: أَيْ غَلَبَهُمْ وَحَوَّلَهُمْ إِلَيْهِ ، فَهَذِهِ كَلِمَة مِمَّا جَاءَ عَلَى أَصْله بِلَا إِعْلَال خَارِجَة عَنْ أَخَوَاتهَا كَاسْتَقَالَ وَاسْتَقَامَ . قَالَهُ فِي مِرْقَاة الصُّعُود
( الشَّيْطَان )
: فَأَنْسَاهُمْ ذِكْر اللَّه
( فَعَلَيْك بِالْجَمَاعَةِ )
: أَيْ اِلْزَمْهَا فَإِنَّ الشَّيْطَان بَعِيد عَنْ الْجَمَاعَة وَيَسْتَوْلِي عَلَى مَنْ فَارَقَهَا
( فَإِنَّمَا )
: وَالْفَاء فِيهِ مُسَبَّبَة عَنْ الْجَمِيع يَعْنِي إِذَا عَرَفْت هَذِهِ الْحَالَة ، فَاعْرِفْ مِثَاله فِي الشَّاهِد
( يَأْكُل الذِّئْب )
: بِالْهَمْزِ وَالْيَاء . قَالَهُ الْقَارِي
( الْقَاصِيَة )
: أَيْ الشَّاة الْبَعِيدَة عَنْ الْأَغْنَام لِبُعْدِهَا عَنْ رَاعِيهَا . قَالَهُ عَلِيّ الْقَارِي . وَقَالَ فِي مِرْقَاة الصُّعُود هِيَ الْمُنْفَرِدَة عَنْ الْقَطِيع الْبَعِيدَة عَنْهُ . أَيْ إِنَّ الشَّيْطَان يَتَسَلَّط عَلَى خَارِج عَنْ الْجَمَاعَة وَأَهْل السُّنَّة . اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ . اِنْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمَد وَالْحَاكِم وَصَحَّحَهُ .
461 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( لَقَدْ هَمَمْت )
: الْهَمّ الْعَزْم وَقِيلَ دُونه ، وَزَادَ مُسْلِم فِي أَوَّله " أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدَ أُنَاسًا فِي بَعْض الصَّلَوَات فَقَالَ . لَقَدْ هَمَمْت " فَأَفَادَ ذِكْر سَبَب الْحَدِيث
( فَتُقَام )
: أَيْ الصَّلَاة
( ثُمَّ آمُر رَجُلًا فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ )
: وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ " ثُمَّ آمُر بِالصَّلَاةِ فَيُؤَذَّن لَهَا ثُمَّ آمُر رَجُلًا فَيَؤُمّ النَّاس " قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : فِيهِ @

الصفحة 251