كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

عَلَى أَنَّ أَعْذَارًا تُبِيح التَّخَلُّف عَنْ الْجَمَاعَة
( يَا أَبَا عَوْف )
: كُنْيَة لِيَزِيدَ بْن الْأَصَمّ
( الْجُمُعَة )
: مَفْعُول عَنَى
( عَنَى )
: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( أَوْ غَيْرهَا )
: أَيْ الْجُمُعَة
( قَالَ )
: أَبُو عَوْف
( صُمَّتَا )
: بِضَمِّ مُهْمَلَة وَتَشْدِيد مِيم أَيْ كُفَّتَا عَنْ السَّمَاع وَهَذَا عَلَى نَهْج { وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا } وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون عَلَى لُغَة أَكَلُونِي الْبَرَاغِيث . قَالَهُ فِي فَتْح الْوَدُود
( يَأْثُرهُ )
: أَيْ يَرْوِيه
( مَا ذَكَرَ )
: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( جُمُعَة وَلَا غَيْرهَا )
: يَعْنِي أَنَّ الْوَعِيد وَالتَّهْدِيد فِي الْمُتَخَلِّف عَنْ الْجَمَاعَة لَا يَخْتَصّ بِالْجُمُعَةِ بَلْ هُوَ عَامّ فِي جَمِيع الصَّلَوَات . قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : فَظَهَرَ أَنَّ الرَّاجِح فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة هَذَا أَنَّهَا أَيْ الصَّلَاة الَّتِي وَقَعَ التَّهْدِيد بِسَبَبِهَا ، لَا تَخْتَصّ بِالْجُمُعَةِ . وَأَمَّا حَدِيث اِبْن مَسْعُود فَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَفِيهِ الْجَزْم بِالْجُمُعَةِ ، وَهُوَ حَدِيث مُسْتَقِلّ لِأَنَّ مُخَرِّجه مُغَايِر لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة وَلَا يَقْدَح أَحَدهمَا فِي الْآخَر ، فَيُحْمَل عَلَى أَنَّهُمَا وَاقِعَتَانِ . اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ مُخْتَصَرًا .
463 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَات الْخَمْس )
: أَيْ مَعَ الْجَمَاعَة
( حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ )
: مِنْ الْمَسَاجِد وَيُوجَد لَهُنَّ إِمَام مُعَيَّن أَوْ غَيْر مُعَيَّن
( فَإِنَّهُنَّ )
: أَيْ الصَّلَوَات الْخَمْس بِالْجَمَاعَةِ
( مِنْ سُنَن الْهُدَى )
: رُوِيَ بِضَمِّ السِّين وَفَتْحهَا حَكَاهُمَا الْقَاضِي وَهُمَا بِمَعْنًى مُتَقَارِب@

الصفحة 254