كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

كَمَا رَوَى هَذَا الْحَدِيث زَيْد بْن أَبِي الزَّرْقَاء عَنْ سُفْيَان كَذَلِكَ رَوَى هَذَا الْحَدِيث الْقَاسِم الْجَرْمِيّ عَنْ سُفْيَان
( لَيْسَ فِي حَدِيثه حَيّ هَلَا )
: يَعْنِي إِلَّا أَنَّ فِي حَدِيث الْقَاسِم الْجَرْمِيّ لَفْظ حَيّ هَلَا لَيْسَ بِمَذْكُورٍ . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ . قَالَ وَقَدْ اُخْتُلِفَ عَلَى اِبْن أَبِي لَيْلَى فِي هَذَا الْحَدِيث فَرَوَاهُ بَعْضهمْ عَنْهُ مُرْسَلًا .
467 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( صَلَّى بِنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: أَيْ مُلْتَبِسًا بِنَا أَوْ أَمَّنَا فَالْبَاء لِلتَّعْدِيَةِ أَوْ جَعَلَنَا مُصَلِّينَ خَلْفه
( يَوْمًا )
: أَيْ مِنْ الْأَيَّام
( الصُّبْح )
: أَيْ صَلَاته
( أَشَاهِدٌ فُلَان )
: أَيْ أَحَاضِر صَلَاتنَا هَذِهِ
( قَالَ أَشَاهِدٌ فُلَان )
: أَيْ آخَر
( إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ )
: أَيْ صَلَاة الصُّبْح وَمُقَابِلَتهَا بِاعْتِبَارِ الْأَوَّل وَالْآخِر يَعْنِي الصُّبْح وَالْعِشَاء . وَقَالَ اِبْن حَجَر الْمَكِّيّ : وَأَشَارَ إِلَى الْعِشَاء لِحُضُورِهَا بِالْقُوَّةِ لِأَنَّ الصُّبْح مُذَكِّرَة بِهَا نَظَرًا إِلَى أَنَّ هَذِهِ مُبْتَدَأ النَّوْم وَتِلْكَ مُنْتَهَاهُ قَالَهُ فِي الْمِرْقَاة
( أَثْقَل الصَّلَوَات عَلَى الْمُنَافِقِينَ )
: لِغَلَبَةِ الْكَسَل فِيهِمَا وَلِقِلَّةِ تَحْصِيل الرِّيَاء لَهُمَا
( وَلَوْ تَعْلَمُونَ )
: أَنْتُمْ أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ
( مَا فِيهِمَا )
: مِنْ الْأَجْر وَالثَّوَاب الزَّائِد لِأَنَّ الْأَجْر عَلَى قَدْر الْمَشَقَّة
( لَأَتَيْتُمُوهُمَا )
: أَيْ الصُّبْح وَالْعِشَاء
( وَلَوْ حَبْوًا )
: أَيْ زَحْفًا وَمَشْيًا
( عَلَى الرُّكَب )@

الصفحة 259